{المزيد من القصص!}

30 9 5
                                    


-" أنا أيضًا آسف"

تصنمت مكانها حين رأته يقف أمامها سالمًا بجسده، اتسعت حدقتيها أكثر بغير تصديق من ثم قامت بتحسس كل إنش بها، فأجاب عليها وهو يجلس جوارها..

-" ليس هناك داعي، لا تقلقي أنتِ بوعيك، وأنا بجسدي.. أخيرًا."

ثم أضاف بتنهيدة وهو يطالع نفسه بفخر:
-" أعترف، أصبحتُ أُحب كوني رجلًا للغاية!"

ضحكت رغمًا عنها، ضحكة خرجت بعفوية تزامنًا مع سقوط الدموع من عينيها، نظر لها بتمعن كان يتأمل ضحكتها، وتلك الملامح البريئة التي تخفي خلفها حزن شديد، لم يلاحظ نفسه حتى وهو يبتسم تلقائيًا على ضحكتها، ولكنه عبس من جديد حين تذكر ما قد حدث معها وما يحدث..

-" تعلمين ساندرا، أنت جميلة للغاية."

-" قلت لي ذلك سابقًا"

أكمل:
-" لا، انا أعني ذلك حقًا تملكين قلب جميل، لم يتلوث حتى بعد كل ما عاشه من ألم وفقد، مازلت تبتسمين بكل براءة."

لم تجيب عليه وظلت تراقبه وهو يتحدث..

تنهد هو تنهيدة عميقة وقال:
-" آسف صدقًا على كل ما حدث مني، وعلى كل ما يحدث لكِ من قِبل العالم، وآسف على مافعلته تلك الغبية تيا بكِ و.."

-" آرثر"

-" لا دعيني أكمل.."

قاطعته مجددًا:
-" آرثر اسمعني"

طالعها بعمق..

-" شكرًا لك على كل شيء"

-" بل شكرًا لك أنت ساندرا، منذ المرة الأولى، منذ أول يوم رأيتك به أعجبت بكِ، غلظتي كانت لها أسبابها ولكنك نجحتِ في تصحيح رؤيتي للإمور، أصبحت أحب الحياة من منظورك الجميل، معاناتك وخيباتك، ماضيكِ وكل ما تعيشيه، أحببت كل ما يخصك ساندرا، مثلما أحببتك تمامًا."

احمر وجهها من كثرة الخجل على ما سمعته منه للتو، ولكنه أمسك كفها برقة وكأنه يطمئن حالتها المتعثرة بكل حنان وأردف:
-" أجل كما سمعتِ، أنا أحبك ساندرا."

-" بعد كل ما عرفته عني؟"

رد سريعًا:
-" لا يهم أي شيء، ما مضى قد مضى، نحن وسويًا هنا الآن، وسنظل سويًا، وسنبني عائلة وسنعوض ما فات"

طالع نظراتها المترددة بتشككٍ من رد فعلها فلحق الأمر يضيف بخفة:
-" هذا كله بالطبع بعد موافقتك"

عم الصمت مدة لا بأس بها، كانت هي تطالع نقطة وهمية وكأنها تفكر في حياتها بشكل سريع، تحاول جاهدة أن ترى صورة تخيلية لحياتها القادمة إن وافقت، فهي لا تستطيع تقبل أي خسارة أخرى!

أما هو فكان يراقبها وحسب، ثم تحدث بكل خوف:
-" ساندار، صدقيني سوف يكون كل شيء على ما يرام."

ثم أمسك كفها يضيف بإطمئنان:
-" أعدك!"

قالت بملامح ثابتة:
-" هل تعلم ماذا يعني ذلك"

رد بقلق:
-" ماذا؟"

رخت حدة صوتها تكمل:
-" هذا يعني أنني سأُضطر لسماع قصصك السخيفة كل يوم!"

وقف يقفز في مكانه بكل حماس وهو يردد بنصر:
-" أجل أجل كنت أعلم ذلك، أقسم كان هناك شيء يقول لي أنك لن تستطيعي العيش بدوني!"

عقدت ذراعيها فعاد إلى رشده بإنسحاب:
-" آسف أمزح"

ثم ترجل يقبل كفها
" صدقيني لن يهدأ لي بال إلا برد المقلب إلى تلك الغبية تيا"

-" لا آرثر، ليس هناك داعي" اعترضت

-" بل هناك ساندرا.."

فقاطعته توضح وجهة نظرها:
-" أقول ليس هناك داعي، لا تفعل شيء حسنًا؟، لأجلي!"

زفر بضيقٍ:
-" آه حسنًا موافق، الآن هيا الوقت تأخر"

ذهبوا ناحية الزقزاق ذاته فتفاجأوا بأزعر واحد هذه المرة من بعد، تعمد "آرثر" الاختباء وأجبرها على التقدم تجاهه بمفردها، فاقترب منها ذلك الشاب يطلب منها المال ورفضت نسبتًا إلى طلبه، وحين رفع يده ليلمسها جاء هو بالوقت المناسب وقام بثنيها خلف ظهره يقول بتشفي..

-" أسمع  أيها المسكين تلك المعلومة، أنها حبيبتي، وإن مرت من هنا مرة أخرى بدوني وهذا لن يحدث بالطبع، وحاولت مضايقتها فسوف اقتلع ذلك الساعد بيدي، وأخبر صديقك المغفل بهذا أيضًا"

قال الشاب بضعف:
-" حسنًا حسنًا نحن آسفون، لن يحدث ذلك مجددًا!"

ألقاه"آرثر" على الأرض وهرول بخوفٍ بين المنازل، أما هي فتعلقت بذراعه بكل سعادة وتشاركوا الخطى..

-" ولكني أُصر على تلقين تيا درسًا!"

فهتفت بمللٍ " آرثر!!"

فانسحب " حسنًا كما تريدين.."

اسبوعٌ في جسدي | A week in my body حيث تعيش القصص. اكتشف الآن