اقتربت كلير منهم حتى رأت بجانبهم العديد من العُلب الشفافة التي بداخلها ذلك الخليط الوردي موضوعين جميعهم داخل صندوق خشبي ضخم...!
زاد وضوح الصوت ولكن للأسف وجدتهم يتشاجرون بلغة الكوكب ولم تفقه اي شئ.
تذكرت حديث الرجل صاحب المكتبه في الماضي عندما قال لها أنه مسموح للعاملين في أماكن يزورها الزوار الجدد بإستمرار أن يتحدثوا بلغات أخرى فأسرعت وذهبت للسيدة ، اما نديم فكان يراقب من خلف الباب بصمت.
القت كلير التحية على السيدة العجوز فنظر لها العامل بغرابة فكيف تمتلك هذا القدر من الشجاعة حتى تقاطع حديثه هكذا؟! أو بالأصح صراخه!
تسرعت كلير كعادتها وبدون تفكير تساءلت وهي توجه أصبعها الي تلك العُلب داخل الصندوق قائله :
"أيمكنني شراء عُلبة من هذه سيدتي ؟"
حلت الصدمة على السيدة ونظرت لها بذهول وتتساءل داخلها هل هذه جُنت؟!
"عفوًا يا انسة ولكن هل انتِ تقصدين هذه؟!"
التقطت السيدة إحدى العُلب ووضعتها أمام نظر كلير لتلمع عيناها بشدة وعندما مدت يدها لتمسك العُلبة سرعان ما اقترب هذا العامل اللعين ليفصل بين السيدة وكلير التي فزعت مما حدث." أنسة كلير أيمكنك القدوم معنا للحظات؟"
هذا ما قاله العامل قبل أن يقبض على ذراع كلير يمسكه بقوة وفعل العامل الثاني ما فعله الأول لتسرق كلير بعض النظرات نحو نديم الذي كان يحدق بخوف مما يحدث فكانوا يجُرون كلير إلى سيارة ضخمة تمتلئ داخلها بالجنود الغرباء، هل هذه النهاية؟... هل حقًا قضي الأمر الآن وستسجن كلير ام انهم سياخذونها ليحولونها الي قطعة من الحديد كالباقي؟
.
.
.
" مر قد ايه وانا مش بشوفكم ، حقيقي الدنيا من غيركم ملهاش طعم بس اكيد انتوا في مكان احسن من الدنيا ومرمطتها"
لفظت كنزي ما اعتادت على قوله في كل مره حدثها قلبها بشوقه لشقيقتيها لربما يسكن قليلاً ولكن هيهات انه القلب البشري الذي لا ينسى ما تعلق به يومًا، كفكفت دموعها التي غرقت وجهها الذي يظهر جلياً عليه الإرهاق والتعب واردفت ببسمة مزيفة :بصوا جيبتلكم مين معايا.... الاستاااذ بلبل الكتكوت اللي هيبجيبلي الشلل قريب، بلبل اعرفك دول يبقوا خالاتك الحلوين.
طفلٌ لم يتعدى عمره الشهر كانت تحمله على ذراعيها وتوجهه ناحية صورة كلير وايلينا المُعلقة على الحائط الملئ بالصور لكنزي و مولودها الجديد وأخرى لوالدة ايلينا وأخرى لكلير وصديقتها ايلينا والكثير من الصور الأخرى وبمجرد ما وقعت مقلتي هذا الملاك الصغير على تلك الصورة ابتسم في الحال وكأنه يلقى عليهم التحية، ابتسمت كنزي ولكن هذه المره من قلبها حقًا وأخذته لتضعه في سريره مرة أخرى وتجلس بجواره على سريرها وتبدأ في تحريك السرير الخشبي الخاص بذلك الصغير وعينيها تمتلئ بالدموع.
.
.
.
بعد مرور عامين منذ يوم القبض على كلير :
أنت تقرأ
الكتاب السحري.
Science Fictionكتابًا عجيب تبحث عنه الأجيال من يجده سيرىٰ ما لم يراه انسان، أوراقًا ذهبيه تجعل من يلمسها من عالمِِ آخر، أساطير اخرجتها البشريه ستؤدي بهم إلى الموت بحق ذاته ، ليالي سنقضيها في معرفه ما يختبئ خلف هذه الصفحات هم يقولون الكتاب خير صديق ولكن ليس كل...