لست ادري اي عيد كان ذاك
كنا نبكي فيه طيلة النهار والليل
فبعد ان تركت امي يدانا في الحديقة، تغير كل شيء.فهي لم تعد للمنزل، انما ذهبت لخالي الوحيد في المدينة المجاورة، اخبرته بما جرى و انها تريد الأنفصال عن ابي والتخلي عنا، ففعل ذلك.
جاءت زوجة ابي للمنزل وقد قسم المنزل إلى شقتين كان لها ولدان، الأكبر سافر خارج البلاد، بقينا نحن الأشقاء الثلاثة فقط، لم نرى امي قط.
اما ابي فلم يعد يعاملنا ويدللنا مثل الماضي، انما اصبح شخص غريب تماماً عن الذي نعرفه، وقد احضر خادمة تعتني بنا نحن الثلاثة، لن انكر انها كانت امرأة لطيفة
ولكنها ليست كأمي.فمنذ ذلك اليوم، كرهت ما يسمى بالصدف، أتساءل دائماً، ما فائدة زوجة جديدة؟ ما فائدة أخوان جدد؟ هل سنتفق في يوم ما؟ هل لهم فائدة؟ هل نحن سيئين لأن ابي وامي تركونا؟ هل نحن كذلك؟ لماذا نحن الوسيلة التي يعاقب فيها كلاً الآخر؟ هل ستعود امي مجدداً؟ ام انها حقاً لم تعد تريدنا مثلما قالت.
٭٭٭
بعد تلك الحادثة بأسابيع كان الجو مشرقاً والسماء زرقاء.وهي اول ايام الدراسة، تجهز الأطفال ليومهم الأول بحماس، ووقفوا خارج باب المنزل في انتظار حافلة المدرسة.
كانت طيف ترتدي نفس اللباس المدرسي هي وليث، كان لباس ابيض ناصع له شريط بني، وقد كان لطيف ضفيرتين طويلتين يتمايلان مع حركاتها البطيئة الهادئة.
بتلك اللحظات ظهرت من خلفهم لمى وهي تمسك بيد ابنها، كان له وجه طفولي بريء وعينان خضراء وشعر اشقر خفيف كان يرتدي لبس مدرسي نفس لباسهم.
استدار الأثنان نحوها بهدوء
فقالت بصوت مسموع:- (وئام) كن حذراً يا صغيري حسناً؟ اخاف ان يؤذيك احدهم.
قالت هذا وبقيت واقفة جوارهم حتى اتت حافلة المدرسة وأخدتهم.
وفي الحافلة..
جلس الثلاثة على صف واحد.
وهم صامتين مبعثرينقبل ان يقول وئام بتلعثم وهو يعبث بشعره:
- نـ نـحن اخوه، صحيح؟
نظرا اليه في ذهول بينما اجاب ليث بتلعثم:
- هذا صحيح!مد وئام يده لليث ليصافحه وهو يقول وعلى وجهة ابتسامة لطيفه:
- انا وئام، اعتذر عما بدر من امي.
صافحه ليث ثم قال ذهول:
- لا عليك!
أنت تقرأ
طَيفُ الغُيومِ
Bí ẩn / Giật gân- لا تُفلتي يدا إخوتكِ.. حسناً؟ - بـ بالطبع يا امي! فقبضتي قوية! يبدوا ان الكبرى لم تدرك ان قبضتي صغيرتها القويتين، ترتجف.