تقابلنا في اليومِ المقبل، عندما رأتني مدت يدَها للمصافحة، لكني إستعذرتُ مجددًا.
- هل هناكَ سببٌ لعدمِ الرد؟ سألت وإبتسامتها تظهرُ تدريجيًا.
- لا، فقط.. كَبرتُ على هذهِ العادة.
كذبتُ، لم أرد البوحَ لها بأني متدّينٌ، لأني إذ كنتُ.. لن أتحدثُ معها حتى.
لم تجادلُ بهذا الموضوعِ وراحت تُقلبُ بينَ الاحاديث.
ومن مواضيعها المُشوقَة وقعتْ على الكتابِ ألذي رأيتها تمسكهُ ذلكَ اليوم.
- أنا شخصيةٌ صفراء، وأعتقدٌ بشكلٍ تام إنك شخصيةٌ خضراء،
أردفت بحماسٍ.
- لمَ تعتقدينَ ذلك؟ سألتُ كأني لمْ أعرف قط، فقط إستمتعتُ بكلامِها وأردتُ أن تستمرَ بلا توقف، لِأكمل تأملي بها.
أسندتُ رأسي على ذراعيَّ إللتانِ ضميتهم على الطاولةِ أمامها.
- يُقال، إن الشخصيةَ الخضراء، كثيرةَ الاستماع قليلةَ الكلام، تمامًا كما أنتَ!
أخذت نفسًا حماسيًا لِتُكمل - حتى أن الشخصيةَ الصفراءَ والخضراءَ يتمازجونَ معًا بشكلٍ جيد، وها نحن!
قضينا تلكَ الليلةِ معًا، وتعمقتُ بها وتعرفتُ عليها اكثر، كانت كائنٌ مُثيرٌ أكثر مِن الداخل.
في أخرِ الامسيةِ، بينما نتجهُ لمحطةٍ القطارات، قالت وبلا سابقِ إنذار - لا أحبُ أن يتعلقَ بي أحدٌ، حتى ولو طفل..
إستغربتُ مِن كلامها المفاجئِ هكذا، ورفعتُ حاجبي قاصدًا أن تعللَ ما قالته.
أردفت على إستفهامي وهي تنظرُ للاعلى - لن أدومَ، وأكرهُ أنا أكونَ سببًا في حزنِ أحدهم.
أحتلَ الصمتُ حديثنا لوهلة حتى قلتُ بعدها لِتلطيفِ الوضع - لن يدومَ احدًا، لستِ الوحيدة.
إبتسمت بِكآبة مع قولها بصوتٍ خفيف - لستُ مثلَ الجميع.
لم أكملَ هذا الحديث نظرًا لعدمِ التطرق للمواضيعِ الحساسة، وقلتُ لها في صوتٍ نهائيًا بينما أقف على نقطةِ تفرقنا - إستمتعتُ معكِ حقًا، شكرًا على هذهِ الامسية.
إبتسمت هذهِ المرةَ بِثغراتِ حزنٍ لكنني شعرتُ بصدقِ هذهِ الابتسامة.
تفرقنا، وأكملَ كُلِ واحدٍ مِنا طريقهُ، ولم يعلم كلاهما ماذا حل في قلب الاخر بعدَ تلكَ الليلة معًا.
لم أكن على علمٍ إنذاك إنها حاولت منذُ البداية بتوصيلِ رسالتها.. كم أنا أحمقٌ.
عدّتُ لِشقتي، وأخذتُ مكانًا في ركُنِ الصلاة، صليتُ كُل الفائت في خروجتي معها تلك.
لم يصل النومُ لجفنيَّ عندما دخلتُ لفراشي، وغرقتُ بتفكيرٍ عميقٍ في المعصية التي وقعتُ بها معها، تذكرتُ جميعَ الاحاديث عن الكلامِ مع النساءِ المحرمات، لكني إنجذبتُ بشدة لها.
ريتني سمعتُ لكلامي الداخلي حينها، ولم أصل لما وصلتهُ الان.
لم أشعرُ بالوقتِ حتى، تفكري إبتلعني كُليًا، لاسمعَ إقامة أذانِ الفجر، إستقمتُ منِ سريري حتى المسجدَ، وبقيتُ أرتلَ القرأن حتى مطلعِ الشمس.
لم أتوقعَ أن تصلني رسالةً منها على محكِ خروجي مِن المسجدِ،
لكني إبتسمتُ لا إراديًا عندما رأيتُ رسالتها اللطيفة؛
- انا أعتذر إن جعلتُ إمسيتنا البارحة كئيبةً بسببي، لكن شعرتُ أنكَ مريحٌ للكلام.
رددتُ عليها في جملةٍ قصيرةٍ كَكَلامي؛
- لا بأسَ بذلك، يمكنكِ التوجه إلي دائمًا، سأكونُ مُتاحٌ لكِ.
أقفلتُ الهاتفَ وأخذتُ نفسًا وأنا أرفعُ رأسي للاعلى ناظرًا للشروقِ مِن حولي، إبتسمتُ وأكملتُ للامام حتى أنجزَ ما في يومي.
زرتُ المكتبةَ في طريقِ عودَتي، لعلي أراها تتَلحفُ بأحدِ الكُتبِ، لكني لم ألمح طرفها حتى..
لم أحدثها في تلكَ الليلةِ على الهاتف، بل أبقيتهُ مغلقًا نظرًا لإرهاقي بعدَ يومٍ شاق.
إستيقظتُ على صوتِ عصافيرِ السبت، يومُ راحتي في كُلِ أسبوعٍ، أنهيتُ أعمالي المنزلية على عجلةٍ، أخذتُ تفاحةً لأكُلها على طريقي للمكتبة.
جلستُ في مكاني المعتاد وأعيوني تبحثُ عنها، لم أرد أن أجعلَ بحثي عنها واضحًا، فأخفيتُ أعيوني بِحاسوبي.
إنغمستُ بِعملي ناسيًا الوقتُ يمر لذلكَ تأخرتّ قليلًا، وفي كلُ الساعاتِ التي مرتْ عليّ لم أرها مرة.
رصّيتُ أغراضي في الحقيبةِ وأنا أفكرُ بسببِ عَدمِ حضورها، وهذهِ أولَ مرةٍ أكسرُ قواعدَ حياتي وأراسلها.
بعثتُ لها في ترددٍ كبير؛ هل إنتِ بخيرٍ؟، لم أركِ اليومَ بالمكتبة..______________________________________
Instagram: gourbook
Tiktok: gourbookطب هل لو سمع لصوته الداخلي رح يكون أفضل لَقدام؟
-السؤال نفسه عندي-
ما بأكد إني أنزل أسرع الفترة الجاي 😃 ✨️.
أنت تقرأ
فتاةُ المكتبةَ 🌸.
Historia Corta"حتى إلتزامي، وقعَ لها". - كيراس. عندما يكونَ مارًا بِهذا مِن قبل، وكسرهُ أدى إلي رجوعهِ إلى مذهبهُ الحقيقي، وهي تُرجعهُ إلى ما خرجَ مِنهُ منكسرًا. أما بعد، فَماذا سيكونُ خيارهُ؟