"أحببتها فأحبتني وضمنت لي سبل الحياة، فأوقعتها بها"

54 13 2
                                    

ظَلَّ يطالع عينيها ينتظر إجابة على سُألٍه الذي لم تجب عليه ،عندما ظل يطالعها أبعدت عينيها عنه منزلتها إلى الأسفل  وتردف قائلة :
-كنت أفضل حالاً ، أفلا رأيتك أصبحت لست بخير .
عندما عادَ لملإ ذاكَ المكان الذي جعله فارغ، جعل من قلبها يخفق بشدة.
أمسك ذقنها ليرى قزحية عينيها تملؤها قطرات من دموعها التي خرجت هفوتًا منها يأخذها في إهتمام بحضن بين ذراعيه  لم يطل بينهما تبتعد عنه قائلة  :
-هذا صحيح أنا لازلت أحبك ، ولكن هل سألت نفسك لما لازلت أحبك، ليس وكأني أستطيع تقبل فكرة أني أحبك في عقلي ولكن هاذا الشيء الذي يتوسط صدري هوا الذي لايرد أن ينساك فقط إبتعد عني .
لتبزق كلامها عليه مثل سكين حاد جرح الوتر الحساس في أعماق قلبه ، تنهمر دموع عينها على وجنتيها ، وتكمل حديثها لتقول مردفة وقلبها يكاد يخلو من الاشيء ،جفاء قلب متضرر من كل جانب به وروح مزقتها كلمة" لأجل مصلحتك أفعل هاذا ":
- أنا لم أكن أريد منك شيء آخر غير أن تحبني أن تكون معي أن تحميني وبالتالي أنت و بسهولة تذهب وتتركني  ، ها ...والأن تعود بكل بساطة.
تضرب على صدره بقوة ليمسك منكبيها بكلتا بيديه ، ويردف قائلاً وهو يعتصر قلبه من الداخل :
- هل أكملت . هل إنتهى حديثك ، والأن ستأتين معي .
الغرباء دائما ما يطرقون الباب لكي يستطيعوا الدخول وأحيانا أغلبهم يردون خائبينَ من أصحاب المكان .إلا هوا فقد  أتى إليها في توقيت غير مناسب لإستقبال الضيوف لديها  وكان بابها مكسورا لم تستطع ترميمه وحدها ليجد  البابها  مفوح ويدخله من دون إستئذان ،وجد المنزل بما فيه من الداخل محطماً ولكن لما رأى هذا المنظر وعد صاحبته بالمعونة على إسترداد ما حطم به .وهل يرجع المكسور كما كان على سابق عهده ؟!،  جمع جميع  ما حطم معها ، فالذي استطاع ترميمه مهعا عمل على ذلك وأصلحه  ومنه من قام برميها بعيدا عنها ، ولما وجدها سعيدة على ما هي عليه تركها ورحل ولا يعلم أنه سبب بإنهيار ذاك المنزل مجددا ، لكن بشكل أكبر من التحطيم فحتي خارجه لم يسلم من ذلك ، حاولت أن تبتعد ولم تستطع فتركت له الباب مفتوحا على مصرعيه فقط أملاً في أن يعود إليها ،  و لم تسلم أبدا بذلك ألا يجب أن لا تترك الباب مفتوحا للغرباء ؟! ولا تعطي غريبا  من الأمان ما تعطيه لحبيب قريب ومع هذا هي فعلت العكس وهذا نتيجة أخطائها.
ثم يمسكها من معصمها  لتشعر بيده تلامس بشرة معصمها و راح بها متجهًا نحو السيارة ، تلهث تعبة من سيرها معه بسبب ساقيها الصغيرة مقارنة بساقيه . يفتح باب سيارته ليدخلها بجوفها ولكنها ترفض الدخول فيها لتردف بغضب :
-أنا لن أذهب معك إلى أي مكان ، لم يعد هناك ما أحاورك به إنتهى حديثي فالكلام الذي ستقوله لم يعد له معنى بالنسبة لدي .
-هل ستذهبين ، هل ستذهبين إلى  هؤلاء اللذين يدعون أنهم عائلتك وهم ليسوا بذلك لا بالدم ولا بالحنان ولا الإهتمام ، أخدوك من أجل المال فقط ،و المشكلة أنه عائلتك الحقيقة هي التي باعتك لهم .
-هل تهتم أخبرني هل تهتم إلي أنت لست أفضل منهم بشيء ، ماذا سأتوقع من شخص كنت أبتسم له وتركني وجعل من إبتسامتي تنصرف عن وجهي،  ها ..؟!
- بلي أهتم أنتِ مخطئة أنا أعرف كل شيء بسيط عنك هل تعتقدين  أني تركتك في ذاك الوقت لأنني أريد ذلك ، أنت  مخطئة كثيراً  ، أنا لا اعلم لماذا اخلد للنوم متأخراً جداً
فأستيقظ في الصباح الثاني وارى نفسي لم امُت بعد فأتأخر أكثر، بصمت ولا ابارح فراشي وابقى متحير، ماذا افعل؟. حتى ولو علمت لماذا يحدث هذا لي، أأستطيع ان اجد حلًا؟.
هل سينقذني احد؟.
اهنالك من يسمعني على الاقل؟. فاجيب نفسي : لا  هي تحبني يجب ان أحافظ على نفسي لأجلها .
اضطر ان ارى صورتك  وابتسم لها واقول صباح الخير،
وانا اعلم اني لم احظى بخير ابداً،
لا استطيع الانتظار حتى اعود لمهجعي مجدداً وامارس روتيني، آه وأي روتين، حقاً اني لا اعلم لماذا هذا هو روتيني ، لا اعلم لماذا لا افكر سوى بالموت أو بك ولا اعلم ايضاً لماذا مازلت اختار البقاء فقط لأجلك ، ولكي اكون اكثر دقة فأني عندما افكر بهذه التفاصيل لا افكر بنفسي، بل افكر فقط بك، أنت وكل اولئك اللحضات التي عشتها معك والسنوات التي سنعيش واخشى عليك من فراقي، رغم اني لا أراك حولي  ولكني اعلم انك تحبيني في أعماقك ولكنك  وببساطه لا الأن لاتظهري  هذا الحب ابدًا وبكل انكسار ويأس وحزن اختار البقاء رغم اني اتمنى جدًا ان تسافر روحي  في السماء وبين النجوم وارحل بعيداً عن هذا العالم البائس .
كان يطالعها بإنكسار ويحاول أن يوصل لها ماكن يمر به من دونها، وهي فقط صامتة تسمع مايقول ودموعها متجمعة في مقلتيها لتردف له بإنكسار :
-أنظر  ، أنظر  ما فعلته بي أنا إذا أنت داخل عقلي اللعين ، بسببك أصبحت ، دائما أشعر  بأن هناك طاقة سلبية تقود بعقلي، لتدمير نفسي بأفكر جعلت مني أتلاشى ،  وكأنني لا أعرف وجهتي ، أتبع أفكارا محطمة وانا حتما نسيت ماهوا الطريق إلى وجهتي ، فقط شظايا من أفكاري المحطمة باقية في عقلي، لم أستطع أن أرى من خلالها  شيئا، هي حالكة الضلام كوقت الليل عندما يأتي والقمر مختفي في تلك الليلة فلا ضؤه ينير عتمتي قليلا ولا يضاء منه طريقي  .
-يمسكها من معصميها ويقربها إلى صدره ويضمها إليه  بقوة ويرفع بجسدها قليلا ويضعها بالسيارة  ليجلسها  بجوفها  في الكرسي الذي بجانب السائق الخاص ويغلق عليها السائق بسرعة لكي لا تستطيع الخروج.
وكان السائق الخاص يطالع دموعها التي تنزل على وجنتيها ليعلم ما يحدث بينهما بسبب صوتهما الذي كان يملؤه المكان
كان السائق في الوقت الذي يلف السيد" أدريان "من  خلف السيارة ليصل إلى كرسي السائق يردف قائلا لها   :
- أصغي إليه يا إبنتي إنه يفعل هذا من أجلك إستمعي إليه هذه المرة ،هنالك أشياء كثيرة أنت لاتعلمين منها شيء لاتحكمي قبل أن تعرفي.
لينزل السائق من دون أن تنبس بكلمة  ظلت تطالع إلى الرصيف والمباني الذي ملأت حواف وزوايا  الرصيف بها، ويصعد السيد "أدريان  "ويجلس بكرسي السائق ،ويستلم القيادة بنفسه يوجه مقلتيه يتفحصها بهما أخر مرة ،و من ثم ينظر أمامه ويدور مفاتيح السيارة ويضغط على البنزين وينطلق.
كان الجو بينهم هادئ  فهو يكتفي بالصمت والنظر لها أحيانا ،ليحاول سؤلها عن ما يجول في ذهنها
-ما بك !.؟
- أتذكر عندما اخبرتك عن ما حزني؟! ... لم اقل لك ان تتركني بل كنت بكامل الثقة بانك ستبقى بجانبي وان تهون علي مأساتي وان تمسح لي دموعي الذين اغرقوا وسادتي وتقول لي لاتخافي انني بجانبك .
-انني بجانبك ولن اسمح لأي شخص مهما كان ان يؤذيكِ.
-لكن...لكنك كسرت ثقتي وتركتني ودموعي الذين اغرقوا وسادتي، روحي قد  أصبحت أسيرة الظلام  باكملها .
- صحيح أنني لم أكن معك في ذاك الوقت بالذات ، وإن لم يكن جسدي معك . كان قلبي و تفكيرِي

مورفة || Morph حيث تعيش القصص. اكتشف الآن