الفصل الأول : "مَا رأيُكَ بآلبـِرت؟ "

129 10 24
                                    

ليلة الأَحد فاتح أكتوبر سنة 2018.
كنت كعادتي أتابع احدَ أفلامي المفضلة. حسبَ ما أذكر، كان اسمه "في تلْك الليلة." لا أتذكر أحداثه بالتفاصيل لكنني أذكر الحدث الرئيس فقط، كانت عن طفلة لسبب ما دخلت في غيبوبة لمدة أشهر أو ما شابه ..

حسنا فشلت في تذكره. لكن ما أدَّكره هو أنني بينما كنت منغمسا في تلك الأحداث المتشابكة، ظهرت نافذة على حاسوبي. كانت غريبة الشكل. في البداية ظننته فيروساً، ذلكَ أمر شائع . لكن سرعان ما ظهرت جملة محتواها "أنْتَ من المُخْتارِيـن. " لم أفهم ما كان ذلك، و ظننت أنه غريب فقد ظهرت صورة أيضا .. لا أذكُر كيف كان شَكلها لكن لربما كانت صورة لِعنكبوت صغير عالق في شبَكته. لم أهتم، و أغلقتُ النافذةَ لكن لسبب ما إستمرت في الظهور بشكل مزعج حتى ضجرت و ضغطت على الموقع أسفل الصورة .. ما أسوء ما قد يحدث؟ إختراق؟ أنا برمجيٌّ . فور نقري للرابطَ ظهرت نافذة أخرى مُحتواها "السَّيد سَيسعد بكَ!" . أهٍ بحقِّك! .. قلت ذلك مُغلقا الحاسوب لأنام. لدي أعمال للقيامِ بها صباح الاثنين.

فجأة! إهتز المكان و كأن زلزال قوياًّ ضرب! احتميت تحت مكتبي و كنت ارتعِش خوفا.. بضع ثوانٍ حتى توقف الزلزال و نزلتُ مسرِعا خارجَ المنزلِ لأنصدِم بهوْلِ ما رأيت .. المدينة.. المدينة بأكملها مغطات بالثلوج بشكل مبالغ، غريب و مخيف .. و الأكثر إخافة هو كوني الوحيد المتواجد هناك.. لا أحد سواي أنا و البرد القارس. سرعان مَا هممت بالركض باحثا عن أي أحد للمساعدة .. أي أحد!! أرجوكم ردوا علي!! مرت دقائق على هذه الحال. إلى ان استَوعبت أني ضائع تماما.. إنها شوارع المدينة التي ترعرت فيها أعرف كل أركانها، إني لا أنكر ذلك! لكن لسبب ما .. الطرقات مختلفة و بيتي اختفى.
ما لم أجد حلا سأموت لا محالة إما من البرد أو من الجوع أيهما أسرع؟.

بدأت أجوب الطرقات و أدخل المحلات بحثا عن الأكل أو ما قد يحميني من شدة البرد... لكن لا فائدة لا طعام لا ماء لا ملابس. بدا ذلك و كأن المكان هُجِر منذ سنين عديدة. مرت الساعات أو لربما الأيام؟ لست قادرا على التحديد. استسلمت لقدري و غَفَيت على الأَرض منهَكا مِن الصراخ و البكاءِ بل و حتى الخوفِ أو التفكير . يا مَوت إنِّي لكَ جاهز .. هذا ما دار في ذهني ساعتها. لكن لم تمر الأمور كما ظننت. بدأت استعيد وعيي بشكلٍ متقطع، لا أتذكر ما كان ذلك لكنه كان صغيراً. أ كان طِفلاً؟ لست أدري..

استيقظت بعدها في كوخٍ صغير دافئٍ كنت مدثّرا بكثيرٍ من الألحفة و الاغطية و كنتُ قريبا منَ المدفئة. حالما استيقظت بحثت عن صاحب المكان أردتُ شكره لإِنقاذي حسب ما ظننت. مرت فترة زمنية و دخلت امرأة عجوز و طفل؛ حامليْن بين يديهِما أغصان أشجار للتدْفِئة.. نظَرت إليَّ العَجوز الطيبة بنظراتٍ دافئة و ابتسامة لطيفة قائلة : "اهلا بكَ بني، لقد وَجدك حَفيدي في طريقه بينما كان يلعب. ظننت أنه علينا مساعدتك لذا أقم معنا الَى أن تصِح عـندها يمكنك الذهاب إِن شِئت." ناظرت إياها و عبرت عن مدى امتناني لها و قَبِلَته بكل سرورٍ .. أي عن امتناني.. و رَحبَت بي في بيتها.

قَفزَةٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن