03

165 13 5
                                    

وسط الرصاص المتطاير والفوضى التي تملأ المكان، يد أمسكت ذراعي تسحبني ناحية باب صغير في زاوية القاعة، يؤدي إلى رواق ضيق.

لشدة الخوف، لم أتمكن من المقاومة، بل تجمدت أطرافي في رعب شديد، بينما كان ذلك الغريب يسحبني معه كالجثة.

في نهاية الرواق، رأيته يترك ذراعي وينزل للأرض، يسحب قطعة من الأرضية ليتضح أنها باب.

قبل أن أفكر في الهرب، سحبني سريعاً بينما يقول بحدة «انزلي إلى الأسفل، ستجدين رواقاً ضيقاً؛ اتبعي مصدر الضوء وستجدين نفسك في غرفة. لا تحاولي القيام بشيء أحمق

كان يتحدث بعجل و جدية تامة، وبدأ الخوف ينهش كل جزء من جسدي.

أخي! هل هو بأمان؟ هل تأذى ؟ والداي و جدي!

راسي بدأ يصبح ثقيل، ولا مفر أمامي سوى إطاعة هذا الغريب الذي لاحظتُ للتو أنه كان يمسك مسدساً في يده.

نزلت بخوف شديد السلالم التي كانت بفتحة الأرض، ورأيته يعيد قطعة الخشب ورائي لمكانها، ليصبح كل شيء مظلماً.

بالكاد كنت أرى شيئاً هنا، لكن كما قال، كان هناك مصدر ضوء خافت يضيء المكان ويجعلني أرى الطريق أمامي.

بدأت أسير بهدوء، وصدى كعبي يتردد في المكان حيث كان هو الصوت الوحيد الذي يسمع رفقة نبضات قلبي المتزايدة.

بدا الأمر وكأنني انتقلت لعصر آخر تماماً.

كانت الجدران مزينة بنقوش بارزة لمشاهد من الأساطير القديمة، وكان سقف مزيناً بلوحات جدارية تصور نجوم السماء.

أكملت سيري بخطوات مترددة، بعد مسيرة مضنية في ظلام الرواق، لفت انتباهي ضوء خافت ينبعث من وراء باب ضخم مشرع.

اتضح لي أنه مصدر الضوء الوحيد في المكان، فاقتربت منه بحذر شديد، وأنا أصغي إلى أصوات خافتة تصدر من داخله.

كان الخوف ينهش قلبي، هل جربت ان تشعر بانك أمام خيارين كل واحد اسوء من الآخر؟

فاما ان أعود للقاعة حيث الرصاص يتطاير هناك و ألقى حتفي، ام أكمل طريقي بينما اصغي كالحمقاء لشخص غريب.

دفعت الباب برفق، لأجد نفسي أمام آخر مشهد كنت أتوقعه.

في وسط الغرفة، كان جدي يجلس على أريكة بكل هدوء يحتسي من قهوته، و بجانبه كان يجلس والدي و اخي سالفاتور الذي كان يحرك قدمه بتوتر، و توماس يقف على رأسه كالغراب بوجه عابس.

DARE MEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن