05

161 12 159
                                    

من وجهة نظر أخرى:

فِي قصر آل كونتي، و بالتحديد القاعة الضخمة المضاءة بالأضواء الصفراء و مزينة  بالشموع. كان بعض ضيوف يتمايلون على موسيقى الجاز و البعض الآخر يدردش.

حفلة عيد ميلاد زعيم آل كونتي ريتشياردو، الذي كان يقف ببنيته الصلبة التي لا تضهر أبدًا انه في السبعينات من عمره.

يقف في احدى الزوايا بعيدًا عن الضيوف بجانب الفرقة التي تعزف موسيقى الجاز، في يده كوب النبيذ الخاص به، يبتسم و يغمض عينيه بينما يحرك يده و يستمتع بالإيقاع.

لم يكن ليتجرأ احد و يقاطعه، فجميعهم يعلمون مدى هوسه بالجاز.

من جهة اخرى نزلت سيينا الدرج الذي في جانب القاعة، ملامحها غير مقروءة، بدت مشوشة قليلا.
كما ان فستانها كان مجعدًا و تسريحتها مبعثرة.

اتجهت بعض أنظار نحوها بفضول، لكن لم يركز أحد مع تلك التفاصيل الصغيرة. فقد كان جمالها خاطف للأنفاس ببشرتها الذهبية، و عينيها الحادة ذات اللون المميز.

اما هي فبدت و كأنها تبحث عن أحدهم في القاعة.
و حيث وقف بعض من أبناء أعمامها اللذين يقربونها في العمر، لوح لها إيڤان ابن عمها الأشقر و الذي كان يرتدي بذلة كلاسيكية زرقاء بلون فاتح مع ابتسامة مشرقة و لطيفة.

نظرت له ببرود و من ثم نظرت لمن معه، كانت أخت إيڤان الكبرى آيثين و خطيبها زيران يقفان معهم و حتى ريكاردوا و كيران.

لكن سيينا ركزت على جيانا و أرييل، اكثر فتاتين تحبان النميمة و خصوصًا عنها.

و لأنها ليست في مزاج مناسب لتحمل سمهم، هي مشت بهدوء تتجاهل تلويح إيڤان لها مما تسبب بسقوط ابتسامته، و وقفت بجوار فتاة يابانية.

كانت الفتاة قصيرة القامة، ترتدي فستان يصل لاسفل ركبتها باللون الأسود و الاحمر الداكن مع طابع ياباني.

كان شعرها اسود داكن طويل و كثيف، تقص غرتها بمثالية و عينيها الأسيوية الداكنة كانت واسعة و لامعة، بشرتها بيضاء شاحبة تحتوي على الكثير من الشامات السوداء، و اما عن مقدمة انفها فقد كانت حمراء تماما كشفاهها الصغيرة الممتلئة.

حينما رأت سيينا تقف بجانبها هي ابتسمت لها بلطف تميل برأسها قليلا بعدما توقفت عن احتساء نبيذها، و سريعا مدت يدها لتأخذ كأس نبيذ آخر من النادل لتقدمه لسيينا بلطف.

لاتبدو كفتاة من عالم الجريمة؛ هاد اول ماخطر ببال سيينا.

هزت رأسها بينما تبتسم بتكلف و اخدت كوب من الشامبانيا بنفسها «شكرًا، لكنني لا أفضل النبيذ» قالت بنبرة لبقة مزيفة جعلت من ابتسامة الفتاة اليابانية تتعثر لكنها حافظت على هدوئها و قالت بمرح «اذًا اعتقد انه لِي»

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 19 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

DARE MEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن