الخطيئة -1-

168 14 101
                                    

"افتح الباب، المكان محاصر لا يمكنك الهروب".
دوى صوت قائد الشرطة في الأرجاء موجَّهًا الى الذي يقبع داخل ذلك المنزل المهترئ والمتصدع،

"إن اقترب أحد مني سأقتلها... إنها خطيئة لا تستحق أن تعيش...".
تسلل صوت المجرم الى أسماع كل من بالخارج،

"سلم نفسك قبل أن نقتحم المكان".

"سيدي.. هذا المجرم قد يقتل الفتاة".

"أعرف واللعنة، أعرف ذلك... فلتبق هنا وحاول تشتيت اِنتباهه".

.......

صوت تكسير زجاج تلاه إطلاق نار مع صراخ الفتاة الذي دوى في أرجاء ذلك الحي المليء بسيارات الشرطة؛

صمت طويل ساد وسط نسمات الخريف و صوت الريح الذي حرك بضع وريقات صفراء أمام أعينهم؛

قلب أخٕ اِنقبض بقوة واِزداد عنف ضرباته مع رجفة سرت في كامل جسده...

هل ستكون نظرته الأولى لوجه أخته الصغرى على طاولة في مصلحة حفظ الجثث؟

يحاول أن يفلت يديه من الأصفاد التي وضعت حولها لمنعه من التدخل بعدما حاول اِقتحام المكان، وعندما لم يجدِ ذلك نفعا اِنطلق يجري نحو مصدر الصراخ الذي توقف منذ دقائق...

حاول بعض الأفراد ايقافه بأجسادهم لكنه كان أخف وأسرع فانطلق نحو البيت يريد أن يرى مالذي حصل..

ما أوقفه هو خروج صديقه يحمل جسمًا هزيلا مقارنة بخاصته، شعر داكن يغطي كامل ملامحها، فستان رث ومتسخ مع بقع دماء تكتسحه وجسد لا حركة فيه ولا نفس..

وكأن شخصا قد صب عليه دلو ماءٍ مثلج في هذا البرد فارتعدت أوصاله وتجمد في مكانه ينظر نحوهما ينتظر ما سيتفوه به صديقه...

"الإسعاف بسرعة... هيون وو أسرع فمن بالداخل مصاب أيضا..."

حاول تحريك جسده بأقصى سرعته متوجها نحو أخته التي وضعت على سرير نقال

"هـ....هل...هـ..ـي بخير؟!"
بتلعثم سأل الممرض الذي كان يسرع نحو سيارة الإسعاف متجاهلا سؤاله..

"جونغكوك.."
اِلتفت نحو مصدر الصوت ليتابع صديقه الكلام:

"هي بخير لم يصبها أذى...اِذهب ليفتحوا لك الأصفاد ثم لنتبعـ..."
توقف حديثه عندما اِنطلق جونغكوك الى سيارة الاسعاف ليركب مع اخته قبل أن تنطلق.

"على الأقل فلتفتح تلك الأصفاد.."
___________

"سيدي..."

وأخيرا اِنتبه على المسعف الذي يناديه للمرة الرابعة

"نـ..نعم"

بتبعثر رد عليه بعدما كان شاردا في وجهها المرهق

"ما صلتك بالمريضة؟"

"إنها...أُختي.."

"ما اسمها وكنيتها؟"

"جيـ... لا أدري..."

"يجب أن نسجلها باسم ما...اعطني اي اسم.."

"سجلها باسم.. تيا... جيون تيا"

"كم عمرها؟"

"أظنها في العشرين... او التاسعة عشر، لم أعرف بوجودها الا من مدة قصيرة...لذلك لا أعرف الكثير.."

"حسنا، شكرا لك"

أعاد نظره نحو تلك الصغيرة ذات الوجه الشاحب والجسم المليء بالندوب والكدمات التي اِختلف لونها بين الأزرق والبنفسجي... لتوه أدرك أن الجو بارد مقارنة لما ترتديه، حاول نزع سترته لكن محاولته باءت بالفشل فيديه المقيدة للخلف حالت دون ذلك...

"هل يمكنك تغطيتها بشيء ما؟.. جسدها يرتجف.".

سترة صفراء استقرت فوق جسدها الهش و قناع تنفس أخضر أخفى ملامحها عن عينيه التي لم تتوقف عن تفحصها حتى وصلوا الى المستشفى.

بمجرد نزوله وجد صديقه يتنظره أمام الباب ممسكا بمفتاح حريته التي ما إن حصل عليها حتى اِنطلق خلف أخته الصغيرة كي لا يضيعها مجددا...

________
رواية جديدة أتمنى منكم تعطوها من الحب مثل ما اعطيتم روايتي الأولى.

الأحداث حاليا مش واضحة، لكن رح تتوضح مع الأجزاء الجاية

انتظروا البارت الجاي قريبا..

خـــــطـــــيـــــئة • 𝐒𝐈𝐍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن