لاريسا والقصر الملكي

60 2 2
                                    

المقدمة

الحال هو نفسه لم يتغير شيءٌ إلى الأن

ولكنني لم اشتكي يوماً بل كنتُ راضية ،لستُ جشعة لطلب المزيد فالرضى يصحبني منذ أن كنتُ طفلة صغيرة كما لو أنه رفيقٌ يرفض تركي ، صحيحٌ أنني لا أملك ما يملكه المعضم ولكن لدي ما ينقص البعض أيضاً ، لدي غابة لا يعرف عنها سواي ولا أجد فيها غيري من البشر ، إنها غابة كبيرة تبعد عن القصر الملكي مسافة 4 كيلومتر ، وعند دخولها يكون هنالك ممر ضيق تُحيط به الأشجار الكبيرة لطالما أحببتُ هذي الأشجار لأنني أرى عليها خيوطاً ذهبية تلتف حول بعضها البعض

كنتُ أعتقد أن الذهب ينمو على الأشجار ولكن سرعان ما أيقنتُ أن هذه الخيوط ليست إلا قشاً وكانت الطيور تُجمع القش والأغصان لأجل صُنع أعشاشٍ لنفسها ، وبمجرد التوغل أكثر بالغابة تبدأ الأشجار الكبيرة تُصبح أكثر ضخامة ويبدأ الظلام يأخذ لنفسه مكان ، لأن الاشجار الكثيفة تحجب نادراً أشعة الشمس الدافيئة ودائماً ما أصطحب معطفاً بحوزتي لأنني أشعر بالبرد عندما أتسلق أحد الأشجار لأجل كتابة يومياتي هناك

تلك الشجرة الضخمة التي يبدو أنها لا تتجاوز الخمسةَ آلاف سنة إنها حقاً كبيرة بالعمر ولذلك عندما أتسلقها أشعر بصلابتها فهي تحملت ما لم يتحمله الإنسان أبداً ،وإنها تُطل على نهرٍ دائماً ما يتدفق بشكل جنوني في فصل الشتاء ودائماً ما أرغب بالذهاب إليه ولكنني كلما نظرتُ إليه

أشعر بقشعريرة بجسدي وترتجف ساقاي فأبتلع لعابي وأعود أدراجي لأنني لن أتخطى ما حصل لي بالسابق وأعتقد أن هذه هي عقدتي التي لن أستطيع من فكها فهي كما القيود التي تلتف حول جسدي وتمنعني من أخذ خطوة نحو الأمام لكنني لن أتجاهل أن صوت تدفق النهر يُريح أعصابي ويجعلني مسترخية وأرغب بالبقاء في هذه الغابة مدى الحياة

إنه غابة مُثيرة تحتضنني بعيداً عن البشر المقززين وتأخذني برحلة نحو الإستجمام ، إنه يومٌ أخر في هذه الغابة حيثُ الهدوء وصوت الطيور الذي يكون أحياناً مريحاً ومزعجاً في آنٍ واحد ، لقد تلقيتُ توبيخاً من والدي بسبب تأخري البارحة عن العودة للمنزل لذلك أعتقد أنه يجب أن أغلق كتابي وأعود بسرعة قبل حلول الظلام ، فمنزلي يقع خارج أسوار القصر ويكون والدي بإنتظاري داخل القصر الملكي لأخذي للمنزل

لربما هنالك تساؤلاتٍ عن ما الذي جعلني أدخل القصر الملكي وبأي حقٍ أنا بداخله ، ولكن لأكون صريحة فأنا لستُ من العائلة الملكية ولستُ ارستقراطية ولا أعلم ما أكان بمقدوري أن أقول أنني سيدة نبيلة ، أنا مجرد طفلة لا يتجاوز عمرها الثماني أعوام

يصطحبني والدي برفقته كل ظهيرة إلى القصر لأنه يعمل طبيباً هناك ولديه معرفة واسعة بالأعشاب الطبية لذلك فهو يُشرف على زراعة الأعشاب الطبية في حديقة القصر الملكي وأقوم بمساعدته إن إحتاجني لكنه عادة ما يخبرني أنه ليس بحاجة لزراعةِ شيء اليوم لذلك أنطلق كما لو أنني غزال رشيق إلى الغابة

ناديني لاريسا ✨Where stories live. Discover now