هل تعني أنك تريد إيذائي (4)

13 1 0
                                    


الفصل الرابع

هل تعني أنك تريد إيذائي؟

كنتُ أطوق شوقاً لغابتي ، كانت خطواتي تسارع نبضات قلبي ، أرقض بكل ما أُتيت من أجل ضَمِ الوقت لصالحي وعندما أخيراً وصلتُ لوجهتي مررتُ بين الأعشاب الطويلة وأزحتُ أغصان الأشجار الكثيفة التي كانت تُغطيها الأوراق الضخمة لأشهق تلك الشهقة بمجرد أن رأيت بندقيةً تُصوبُ نحوي ، عدتُ للخلف خطوة محاولة تدارك ما تراه عيناي لقد كان مَن يحمل البندقية شخصاً أراه لأول مرة في حياتي ، كان فتى يبدو أنه لا يتجاوز التاسعة من عمره يجلس أسفل شجرتي العملاقة ، يُحدق بي بعينانٍ معينايالمخيفتان بلون التركواز ، كان شديد التحديق بي وكأنه ينتظر أن أعصي أوامره

لينّقض على جسدي كما لو أنني فريسته الوحيدة ، كنتُ أحاول أن أبتلع لُعابي بدون أن يلاحظ ، ولم أنطق بكلمة وإكتفيتُ برفع يداي في الهواء مُعلنة إستسلامي ، لحظاتٌ حتى بدأتُ أسمع صوت أشخاص بالجوار ،فتوسعت عيناي الخضراوان أكثر عندما أدركت أنهم يُنادون على سُمو الأمير الثاني ، فإبتسمتُ دون أن أشعر ليلتفت الأمير إلى تغير معالم وجه قائلاً بخوف

-أنتِ.... إياكي والتفكير بذلك حتى-

أنزلت يداي وأخذتُ نفساً قوياً على إستعداد لصراخ قائلة بأن الأمير هنا ، ليشتمني الأمير بصوتٍ منخفظ وحاول النهوض لكن سرعان ما سقط أرضاً ، فأيقنتُ أن الأمير ليس بخير فإقتربتُ منه قائلة بصوتٍ مُرتجف

-مهلاً أأنت بخير؟......هل قدمك تؤلمك أو ما شابه ؟أتستطيع الهوض أم أقوم بمنادات المساعدة –

قام بدفعي جانباً وحاول النهوض مجدداً يُسند جسده بجذع الشجرة وحاول الخطو للأمام لكن سرعان ما سقط أرضاً ، فأيقنتُ أنني إرتكبتُ أكبر خطأ في حياتي ، ومع إقتراب الصوت نحونا تحرك جسدي من تلقاء نفسه ، لأنتشل الأمير من يده قائلاً

-فلتعتمد عليّ ، سأخذك لمكانٍ أمن بحيثُ لا يراك أي شخص من هؤلاء الحَمقى –

أجابني بسخرية قائلاً

-يا لتناقض... أليس أنت السبب في إحضارهم ؟فكيف تتراجعين عن فعلتك بدقيقة؟-

تجاهلتُ كلامه ، ومشيتُ للأمام به بينما كان يسند جسده بكتفي ، إلا أننا كنا بالفعل قد كُشفنا ، ليقترب جنديٌ يبدو أنه في الأربعين من عمره ، بشعرٍ أسود وعينانٍ داكنتان بلون البُن ، فإنتشل الأمير من قميصه الأبيض الذي بات مُتسخ ليصرخ به

-إيرك ....سُحقاً جعلتنا نبحث في هذه الغابة لساعات بحثاً عنك ، ألا يمكنك أن تكون عقلانِيَن ولو لمرة واحدة توقف عن جعل كلِ مَن حولك يقلون بشأنك ، ألم أطلب منك أن لا تُغادر القصر وحدك بدون حرس ، فلتكن ممتناً أنني عُدتُ من إستطلاع اليوم سريعاً وإلا كنتَ فريسة سهلة للإغتيال والخطف أيها الأمير الثاني ،فمنصبك كأمير يُحَتِم عليك أن تكون حريصاً دائماً وأن تتخلى عن العناد ...سحقاً إنني حتى لا أوبخ إبني هذا التوبيخ إلا أنك تستحق ذلك يا إريك .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 21 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ناديني لاريسا ✨Where stories live. Discover now