الفصل الخامس : اعتراف

99 4 2
                                    

صحي مارك من غفوته مرعوبا من هول المنظر لم يكن يصدق ما رآته عيناه هناك جثة أمامه و لم تكن أية جثة كانت إيمي الفتاة التي لاطالما عشقته بجنون لم يستطع تدارك الأمر نظر إلى يده فوجد دمائها تملئهم إقترب منها و هو غير عاجز على تعبير كان المنظر مروع لدرجة جعلته يتقيئ نهض و هو يترنح غير مصدق ما يرى توجه إلى الطابق الثاني و هو يحبو من على الدرج توجه بسرعة إلى باب الحمام هنالك نظر في المرآة مباشرة فوجد الدماء تغطي و جهه و جسمه لم يتمالك أعصابه فدخل في حالة هستيريا لطخ و كتب في الجدران بدم أصبح الأمر مروع وفوضاوي بعد أن قام بصراخ بأحر جهده و أخد يضرب نفسه مرارا و تكرارا حتى ركع مارك بجانب عتبة الباب معلنا إستسلامه مد إصبعه بكل بطئ و ارتجاف حيث كتب " يالك من أحمق لعين يا مارك انا قاتل قاتل قاتل قاتل" كان مارك يبكي بحرقة شديدة حيث قال في نفسه " من أنا حقا " وقف بصعوبة بالغة لم تكن قدميه قادرتان على حمله فكان يستند على الحائط

صعد مارك إلى السطح و هو يترنح كما يفعل السكير كان في ذهنه فكرة واحدة و هي ألا يرى الحياة مرة أخرى و هو في طريقه إلى منصة إعدامه تظاهر بأنه يسترجع ذكرياته لكنه طبعا لم يجد إلا الفراغ كقلبه الآن و قف مارك بجانب الحائط القصير للسطح رفع رأسه للسماء و أخذ سيجارة ليحاول أن يفعل ككل مرة و ينسى كانت دموعه تنهمر و هو يرى الليل بنجومه التي تضيئ لكن السماء أرادت أن تشاركه حزنه فأنزلت بضع قطرات من الماء لكن بكثرة حزنها بكت بقوة مما تسبب بإنزال كميات كبيرة من مائها الذي أصبح حادا كفاية ليقطع سيجارة مارك إلى نصفين و كذلك ليقسم روحه و لايزال ينظر في تلك السحب التي غطت جمال النجوم قام مارك بإنزال رأسه و صعود إلى حافة الحائط أنزل رأسه فسمع صوتا لشخص يقوم بالوقوف معه في الحافة لكن كان متقابلا معه بظهره و من يكون غيره لا أعرف هل أقول نقيض مارك ام هو فقط رغبة مارك الحقيقية نعم إنه كيلر

كيلر :"هل ستهرب مجددا أيها الجبان "
مارك : " هل عدت لتوديعي "
كيلر :"هل تظن أن انتحارك سيكون له قيمة . حياتك كعدمك لا يوجد فرق "
مارك : " ماذا عنك "
كيلر " أنا نتيجة رغبتك الحقيقية التي نتجت بسبب قمعك لها "
مارك : " لكني حقا لا أتذكر أي شيئ "
كيلر : " لأنك لا تريد أن تتقبل ذاتك فتقوم الغريزة بالتحرك من ذاتها و التي هي أنا "
مارك : " إذن من أنا "
كيلر : " ستعرف عندما تتقبل ذاتك تتقبل وجودي "
مارك : " إذا تقبلتك هل سأتذكر مذا فعلت ؟ "
كيلر : "ربما !"
مارك : " إذن دعني أموت بسلام بدون أن أعرف "
كيلر : " هل تظن الأمر بهذه السهولة لن أدعك تموت و لن أدعك تحيا سأقوم بالسيطرة الآن على هذا الجسد لذلك فلتتراجع خلف جدرانك "
مارك : " إن الأمر ليس بيدك . سأقوم بإنهاء حياتي و النوم بجانب حبيبتي كير و نرقد في سلام"
كيلر : " مهلا لحظة منذ متى الضحية و القاتل يرقدان في سلام معا "
مارك : " ماذا مالذي تقوله مالذي تهذي به "
كيلر : " هل حقا أنت تعتبر نفسك شرطي يحقق العدالة ألم تلحظ أن الطريقة التي ماتت بها حبيبتك هي نفسها التي ماتت بها إيمي و أيضا الفتاة التي تحقق في قضيتها "
قام مارك باللف بسرعة و إنقض على كيلر "مالذي تقوله أيها اللعين كيف تخرج هذه الكلمات من فمك أنا لم أق" سكت مارك في منتصف الكلام بعد أن أدرك أنه حقا هو قاتلهم و ذلك بعد أن استخدم قدرا قليلا في محاولته لاسترجاع ذكرياته فهو الذي يرفض أن يتذكر ماذا فعل تنهد كيلر و أخبره " لا تقلق سأقوم بحل الباقي سأهتم أنا بتغذية هذه الرغبة جيدا "

لم يجبه مارك و لم يحاول المقاومة حتى فكانت هذه أول مرة يتقبل فيها مارك شيئا ما متعلق بكيلر أخيرا رضخت قيمة و مبادئ الإنسان أمام رغبته و شهوته هذه الحرب دائما ما يكون الخاسر فيها هو الشخص بحيث يفقد ذاته و هويته لم يفعل مارك أي شيئ أغمض عينيه ببطئ و هو يرى إبتسامة كيلر الجانبية و هو يعلم أنه عندما يستيقظ لن يعلم ماذا حدث مجددا و ربما ينسى هذه المحادثة .

ضحية و قاتل في جسد واحد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن