الظل الثانى : حفلة ليلة الخميس !

190 2 0
                                    


مساء الخميس .. أخيراً !!
كانت تلك إحدى ليالى شهر إبريل المميزه ، تلك الليالى التي تتمتع بجو صيفي معتدل لا يخلو من نسمة هواء بارده قليلاً لتضفى على الأجواء شعور بالنشوة الغير مبرره.
يدخل باهر إلى الفيلا الأنيقة الواقعة بإحدى الكومبوندات على أطراف المدينة حيث يتواجد نوع أخر من البشر .. ذلك النوع الذى لا تكاد تسمع كلمة واحده باللغة العربية في حديثهم المنمق والذى لا يخلو من أرقام كثيره متراصه لا تقل عن سته أرقام .. مجتمع الصفة دون مبالغة ، حيث تستقبله أصوات الموسيقى الصاخبة وضحكات ضيوف الحفل وهو يتجول بين الحشود ، مُلقيًا التحية على الأصدقاء القدامى والجدد أغلبهم يعرفهم بالتأكيد ولكن الأكثر دقه أن جميعهم يعرفونه بلا إستثناء ... لم يكن باهر شخصية عادة بطبيعة الحال فهو نجم بلا منازع .. نجم في عالم المال والأعمال والأهم أنه نجم فوق العادة في عالم العلاقات الاجتماعية وتلك التجمعات الغير اعتياديه !

وقف يتأمل الديكور الداخلي الأنيق لفيلا نسرين ومراد حيث اللوحات الفنية المعلقة على الجدران ، والثريات الكريستالية التي تتدلى من السقف العالي ، مُضفية جوًا من الفخامة والرقي والطاولات مُغطاة بمفارش بيضاء ناصعة ومُزينة بباقات من الزهور العطرة يُقدم عليها الطعام الفاخر والمشروبات الباردة ، وترن ضحكات الضيوف الذين يتبادلون الأحاديث والذكريات.
باااااهر .... يقطع كل تلك التأملات صيحة أنثوية إنطلقت من صوت يعرفه بالتأكيد ، يلتفت ليجد نسرين تهرول نحوه من وسط الضيوف ممسكه في يدها زوجها الأليف مراد بينما تعلو وجهها تلك الابتسامة المليئة بنظرات الإمتنان.

نسرين : أنا قولت برضوا أكيد هتيجى ، مراد قالى أتصل بيك أكد المعاد بس أنا قولتله أكيد طالما وعد يبقى هيجى ، تمد يدها مرحبه به بينما مراد يومىء براسه تأكيداً على صحة حديثهاباهر : أكيد كان لازم أكون موجود

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نسرين : أنا قولت برضوا أكيد هتيجى ، مراد قالى أتصل بيك أكد المعاد بس أنا قولتله أكيد طالما وعد يبقى هيجى ، تمد يدها مرحبه به بينما مراد يومىء براسه تأكيداً على صحة حديثها
باهر : أكيد كان لازم أكون موجود ... لسببين مهمين جداً ، ويبتسم ساخراً
مراد : وياترى بقى ايه هي الأسباب دى ؟ أوعى تقول علشان تعاكس البنات الحلوة اللى نسرين عزمتهم
يجيب باهر بسخرية محاولاً تخفيف حدة تلك النظرة النارية التي رمقت بها نسرين زوجها : أكيد لأ طبعاً ، السبب الأول علشان أحتفل معاكم بتأثير عشر سنوات على أغرب زواج عرفته ، لتتحول تلك النظره الحادة في اتجاه باهر وهو يكمل :
والسبب التانى علشان أقول لنسرين أنى موافق على العرض بتاعها .. أنا موافق ندخل المشروع الجديد سوا بشراكه بينا بعد ما قريت الملف ، بس طبعاً فيه بعض النقاط المهمة اللى لازم نناقشها ونتفق عليها.
فى ثوان معدوده تظهر ملامح الارتياح والسكينة على نسرين وكأن قطة شرسة قد مد لها صاحبها يده بهدية عظيمة وهى تبتسم مقاطعه باهر :
بقولك ايه اكيد مش مكان مناسب علشان نتكلم في الشغل ، خلينا نأجل كل دا لما تيجى تشرب قهوتك معايا في المكتب ويلا بينا نحتفل.
لتترك يد مراد في الثانية التالية ممسكه بيدها كف باهر وكأنها تبدل بين قطع ملابسها الأنيقة وتتجه به وسط الحفل للرقص معه.
كان باهر راقصاً ماهر من الطراز الرفيع ، إنه ذلك الرجل الذى تتمنى أي أنثى أن تسقط بين ذراعيه بكامل إرادتها تاركه نفسها له لينساب بها بنعومه ورشاقة بين الحاضرين .. هي تعلم ذلك جيداً ، كما تعلم تماماً انها في تلك اللحظات قد صارت محط أنظار جميع من في الحفل ، ليس بصفتها صاحبه الدعوة وصاحبه الإحتفال ولكن لآنها فازت بالرقصة الأولى معه .. الرقصة التي يعلن فيها بشكل فريد وبطريقته الخاصة حضور أهم شخصية بالمكان بلا منازع.

ظلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن