ظــلــامُ المــاضــي
ظَلَّتْ تُلاحِقُني، تُحَبِّبُني في القتلِ. وعندما جاءَ يومُ مُحاسَبَتِنا، اختفَتْ. لَعِينَةٌ، أَلَيْسَ كذلك؟ لكنِّي لا أستطيعُ مَنْعَها عن فعلِ ذلك.
---
كانت إيرين تسيرُ نحوَ المشفى، ليسَ لعلاجِ ورَمٍ في دماغِها أو بحثًا عن دواءٍ لآلامِها النفسية، بل لرؤيةِ جونغكوك وأخيه يونغي. وصلت المشفى وتوجَّهَتْ مباشرةً إلى موظَّفِ الاستقبالِ، تسأله عن غرفةِ جيون يونغي. أخبرته أنها صديقةٌ له، فتوجَّهَت إلى الغرفةِ رقم 1659 بسرعةٍ.
طرقتِ البابَ بخِفَّةٍ، وعندما أَذِنَ لها جونغكوك بالدخولِ، دلفَتِ الغرفة. هناكَ، وجدتْ يونغي مُستلقيًا بحروقٍ واضحةٍ على يده، وشاشٍ يُغطِّي صدرَه ناحيةَ القلب. للحظةٍ، شعرتْ بذنبٍ ثقيلٍ يُخنِقُها. أخبرتْ نفسَها: ليسَ وقتَ الشُّعورِ بالذنبِ الآن.
"مرحبًا، إيرين." قال جونغكوك بصوتٍ مبحوحٍ.
هذا الصوتُ المهزوزُ كان كافيًا لجعلِ الذنبِ يزدادُ ثقلاً. شعرتْ أنه قد بكى كثيرًا، رغم قوَّتِه الظاهرة. حاولتْ أن تُبقي مظهرَها هادئًا، وأردفت:
"مرحبًا جونغكوك، جئتُ لأُخفِّفَ عنك قليلًا."
اقتربتْ وجلستْ بجانبِه، فيما قالَ بصوتٍ هادئٍ:
"شكرًا لكِ، أُقدِّرُ مجيئَك."ابتلعت كلماتِها بصعوبةٍ، فهي السببُ فيما حدثَ، لكنه لا يعلم. حاولتْ أن تُبقي مظهرَها مُتماسكًا.
"لا بأس، أعرفُه معرفةً شخصيةً، وأردتُ الاطمئنانَ عليه."لكنَّ ملامحَ جونغكوك تغيَّرتْ فجأةً. زرعُ الشكِّ بدأ ينمو داخلَه.
"ماذا تقصدين بمعرفةٍ شخصيةٍ؟ وماذا عن جرحِ ذراعِك؟"
ردَّت بابتسامةٍ صفراء:
"شأنٌ خاصٌّ."شعرَ أنه لا يحصلُ منها سوى على إجاباتٍ غامضةٍ دائمًا. لكن قبل أن يتحدَّثَ مجددًا، فتحَ يونغي عينيه ببطءٍ. صوته بالكادِ كانَ مسموعًا، لكنه قال:
"مرحبًا... إيرين."اقتربتْ منه مُحاوِلةً تهدئتَه:
"لا تتعبْ نفسَك بالحديثِ."
لكنه قطعَ كلامَها بصوتٍ أضعفَ:
"جونغكوك، هل يمكنكَ تركَنا وحدَنا قليلًا؟"نظرَ جونغكوك بتردُّدٍ، لكنه وافقَ في النهاية وخرج. شعرتْ إيرين بالتوترِ، لم تكن تعرفُ ما الذي يريدُ قوله.
"لماذا فعلتِ ذلك؟" سألَها يونغي بصوتٍ خافتٍ.
نظرتْ إليه بارتباكٍ:
"فعلتُ ماذا؟ وضِّح كلامَك."
"لماذا قتلتِ آنا؟ أعلمُ أنكِ لم تحاولي قتلي، لكن لماذا هي؟"
تفاجأتْ بسؤالِه، شعرتْ أنَّ حيلتَها مكشوفةٌ.
"عن ماذا تتحدثُ؟"استمرَّ بصوتِه الواثقِ:
"رأيتُ وجهَكِ عندما طعنتِني، قناعُكِ تزحزح، ورأيتُ ذراعَكِ المصابة. لا تُنكري."ابتلعتِ الكلماتِ بصعوبةٍ قبل أن تقولَ:
"آسفة... أعلمُ أن اعتذاري لا قيمةَ له."نظرَ إليها بغضبٍ وخيبةِ أملٍ:
"لماذا تفعلينَ هذا؟ بينما تُعانينَ من ورَمٍ دماغيٍّ، لماذا تزهقينَ أرواحَ الأبرياء؟"انفجرتْ بالبكاءِ وقالتْ:
"آنا لم تكن بريئةً. كانت تخونُكَ مع رجالٍ آخرين بينما كنتَ تثقُ بها. لستُ أنا المشكلةَ. أجل، أنا مريضةٌ نفسيًّا، لكن ما أفعله ليس خطأً بالنسبة لي. أحاولُ محوَ القاذوراتِ من العالمِ. لا أريدُ أن يُعيدَ الماضي نفسَه مع أيِّ شخصٍ آخر."بدتْ كلماتُها كطعنةٍ أخرى لـيونغي. نظرَ إليها بصدمةٍ:
"ما هو ماضيكِ الذي يجعلُكِ تتلذَّذينَ بقتلِ الناسِ الذينَ أخطأوا؟"
"سؤالٌ شخصيٌّ." تمتمتْ بصوتٍ خافتٍ.لكنَّ المحادثةَ لم تنتهِ هنا. كان جونغكوك يستمعُ خلفَ البابِ، واقتحمَ الغرفةَ فجأةً قائلًا:
"إذن، هل تعترفينَ أنكِ القاتلةُ التي حيَّرتِ الشرطة؟ القاتلةُ التي باتتْ تُخطئُ كثيرًا وتتركُ دلائلَ وراءَها؟"رفعتْ رأسَها بثباتٍ، رغم اضطرابِها الداخليِّ:
"لم أعترفْ بشيءٍ. وإنْ كان لديكُم شاهدٌ، فهذا لا يكفي. الشهادةُ وحدَها لا تُدينُني."ثم وقفتْ لتغادرَ الغرفةَ، لكن قبل أن تخرجَ، نظرتْ إلى يونغي وقالتْ:
"أتمنى أن تُسامحَني. رغم أني أعلمُ أنكَ لن تفعل."ركضتْ بعدها بسرعةٍ، مُغادِرةً المشفى.
---
اوكي اظن الكل أو الأغلبية كان متوقع أنها القاتلة
كنت بتكلم بصيغة (هي) على أساس كأنهم بيتكلموا عن روح شريرة بداخلها
باييييي
YOU ARE READING
ظــلــام المــاضــي
Actionوصف رواية "ظــلــام المــاضــي": في عالم يكتنفه الغموض، تتشابك مصائر الشخصيات في صراع بين الماضي المظلم والواقع الحاضر. "ظلام الماضي" هي رواية نفسية مثيرة تسلط الضوء على أسرار مدمّرة وأحداث مليئة بالتشويق. تبدأ القصة بجريمة غامضة تُحيط بها رموز مجهو...