ظــلــام المــاضــي

9

"لا أحدَ سيعلمُ هويتي... لأنني غيرُ موجودةٍ. رائعٌ، أليسَ كذلك؟"

وبعد هذا الإعلان المُبهم، تمَّ العثورُ على بيول تايمين، أكبرِ مستثمرٍ في آسيا، جثةً هامدةً في قصرِه. رجلٌ ذو نفوذٍ كبيرٍ، يملكُ العالمَ بين يديْه، لكن حتى نفوذُه لم يستطع أن يقفَ أمامَها.

---

ركضتُ بلا وجهةٍ، مُحاصَرةً بين أشباحِ الماضي وأشباحِ الحاضر. أفكرُ في كلِّ لحظةٍ شهدتُ فيها موتَ أحدِهم. تلك النظراتُ الأخيرةُ التي تترجَّاني أن أُمهلهم ثانيةً أخرى. صراخُهم الذي كان يملأُ أذنيَّ. لكن، بالرغم من كلِّ ذلك... لا أستطيعُ الإنكارَ، كان الأمرُ ممتعًا.

ظللتُ أركضُ حتى وجدتُ نفسي عند نهر الهان. المكانُ الذي طالما كانَ ملجئي الوحيد. هذا النهرُ يعرفُ أحزانَ قلبي أكثرَ مما عرفها أيُّ إنسانٍ. كنتُ أعودُ إليه في كلِّ مرةٍ يكسِرُني فيها القدرُ ويُلقي بي بعيدًا.

جلستُ هناك، على حافةِ الماء، أتأمَّلُ انعكاسي. كأنني أبحثُ عن إجابةٍ لمأساتي. ثم جاءتني الذكرياتُ، كالسكاكينِ التي تنغرزُ في قلبي.

كيم لين جونغ:
حبيبي السابق. أولُ شخصٍ استطاعَ أن يُزيحَ عن قلبي برودَ الحياةِ ويشعلَ فيه دفءَ الحبِّ. لكنه، مثلَ كلِّ شيءٍ جميلٍ في حياتي، انتهى فجأةً.

صديقتي آنا:
كانت أقربَ لي من أختٍ. كانت تعرفُ عني كلَّ شيء. لكنَّ حياتَها انتهت بطريقةٍ مأساويةٍ، والقاتلُ ظلَّ مجهولًا... تقريبًا.

---

"أخبرني كيف يُمكنكَ مسامحتَها،" صرختُ بتلك الكلماتِ يومَ واجهتُ نفسي أمامَ يونغي.
طبيبٌ حاولتُ قتله. رجلٌ طيِّبُ القلبِ كان دائمًا ما يُظهرُ لي الجانبَ النقيَّ من الحياةِ، حتى عندما كنتُ أرى العالمَ أسودَ كظلامِ الليل. لكنه، رغم طيبته، لم يستطع أن يُسامحني. ولم ألومْهُ على ذلك.

---

بينما كنتُ أُراقبُ العشَّاقَ المارين، والوحيدين الذين يُثقلُ الحزنُ كواهلَهم، لفتَ نظري وجهٌ مألوفٌ لم أتوقَّع رؤيتَه أبدًا. كانت السيدة كيم... أمي.

تجمَّدتُ في مكاني.
أمي... العاهرةُ التي كانتْ سببَ دمارِ حياتي.

تذكرتُ كيف كانتْ تخونُ أبي، وتتركُني وحيدةً، تُلقي عليَّ كلماتٍ كأنها السهام.
"أنتِ غلطةٌ لا أُريدُها."
"لا أحدَ يُحبُّكِ."
"أنتِ قبيحةٌ ومُزيَّفةٌ."

لم تكن تقولُ ذلكَ وهي واعية. كانت تقولُه وهي ثملةٌ كلَّ ليلةٍ تقريبًا. لكنَّ الكلماتِ ظلتْ محفورةً في قلبي.

عندما كبرتُ وفهمتُ معنى الخيانةِ، بدأتُ أشكُّ: هل أنا حقًا ابنةُ أبي؟ أم أنني ثمرةُ إحدى خياناتِها؟

---

عندما بلغتُ الخامسةَ عشرةَ عامًا، قررتُ أن الوقتَ قد حانَ للانتقام. لكنَّ قلبي، رغم كلِّ شيء، لم يستطع أن يمسَّها بسوء. لذا، بحثتُ عن هدفٍ آخر. المدرسةُ كانت مكانًا مناسبًا.

بدأ التلاميذُ يختفون تدريجيًّا. البعضُ قال إنها حوادثُ غامضةٌ، والبعضُ الآخرُ قال إنها مذبحةٌ مخيفةٌ. وحدهم الناجونُ القلائلُ يعرفونَ الحقيقةَ. لكنهم، بدورِهم، لم ينجوا طويلًا.

الغريبُ أنني كنتُ الناجيةَ الوحيدةَ. الجميعُ وجدَ ذلك غريبًا. الجميعُ... باستثنائي.

---

أعودُ إلى نهر الهان. أنظرُ إلى انعكاسي. أرى امرأةً مشوهةً من الداخلِ والخارج. أرى طفلةً ضائعةً تبحثُ عن حبٍّ لم تجده قط. وأرى قاتلةً لا تُجيدُ سوى الهربِ من ماضيها.

أُغمضُ عينيَّ، أستعيدُ صوتَ صديقتي الأخيرةِ قبل موتِها. أستعيدُ نظراتِ يونغي عندما طلبتُ منه أن يُسامحَني. وأستعيدُ صوتَ أمي وهي تخبرني:
"لن يُحبَّكِ أحدٌ يومًا."

ربما كانتْ على حق.

لكنَّني الآنَ لم أعدْ أبحثُ عن الحبِّ. أبحثُ عن النهاية. نهايةٍ تُحرِّرُني من الألمِ الذي أحملهُ منذ طفولتي.

أنظرُ إلى النهرِ. أفكرُ:
"ربما كانَ عليَّ إنهاءُ كلِّ شيءٍ هنا، منذ البداية."

---

هكذا تبدأ القصة، لكنَّ النهايةَ لم تُكتب بعد. ما الذي سيحدثُ؟ هل ستُنهي إيرين رحلتَها أم أنَّ الحياةَ ستمنحُها فرصةً أخيرةً للخلاص؟

ـــــــــــــ

اعرف قصيييييير بس جماعة النور راح

والجينيراتور مش بيشتغل

والدنيا حر بصوو أنا بتشوي بس عملت لكم بارررررررت

باييييي اقصد باييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي