10

5 0 0
                                    

فكرت للحظة...
يمكنني الطيران بعيدا، التحليق نحو عالم آخر حيث لا ألم ولا ثقل. رفعت قدمي على السور، أستعدّ للغوص في العدم، لكن لحظتي قاطعها شخص انتشلني سريعا من حافّة الهاوية.

"ماذا تفعلين؟ هل فقدتِ عقلكِ؟"
قالها بانفعالٍ وهو يلتقط أنفاسه.

نظرت إليه بصمت، وقد وجدت نفسي على الأرض بعد سقوط مفاجئ، بينما جسده فوقي. أدفعه عني برفق، وقفت رغم الألم المتناثر بجسدي، ثم مددت يدي لمساعدته. كان الموقف غريبا، لكنّني اعتدت على الألم، فما الجديد؟

كان ينظر إليّ بتمعّنٍ غريب، ربما يحاول فك شيفرة وجهي الجامد. تجاهلته تماماً وبدأت بالسير للأمام، لكن فكرة القفز لا تزال تغري عقلي المثقل. لاحظت أنه يتبعني، فتوقفت واستدرت نحوه ببطء.

"ماذا تريد؟"
نطقت بهدوء مُستفز.

ردّ بنفس هدوئي: "أعلم أنك تفكرين في إنهاء كل شيء، لكن هناك سبباً، أليس كذلك؟ افتحي قلبك، أنا مستمع جيد."

ابتسمت بسخرية، أفكر في كلماته. ما الذي يدفعني للحديث مع غريب منعني من التخلص من آلامي؟ لكن لا بأس بالكلام، طالما لن أخبره بالحقيقة... لن يعرف أنني الشخص الذي يبحث عنه الجميع.

"لماذا أتحدث معك؟ أنت مجرد غريب. منعتني من راحتي، وأريد إنهاء الحديث هنا."

ردّ بنبرة ثابتة: "لأن الفضفضة تريح القلب. الحديث يخفف العبء."

بحثت بعيني عن مقعد فارغ، لأجد واحدا خشبيا بجانب الطريق. جلست بصمت، وشاركني الجلوس دون أن يدع مجالا للرفض.

"ما اسمك؟"
سألته بملل.

"كيم تايهيونغ، يمكنك مناداتي تاي. وأنتِ؟"

"كيم أيرين، نادني رينا فقط."

بعد لحظة من الصمت، وجدت الكلمات تخرج منّي كأنها كانت تنتظر:
"الحياة... دعستني منذ ولادتي. عشت طفولة تشبه الكوابيس. أمي كانت عاهرة، وأبي مدمن على العمل. كنت أتحمل عواقب أفعالهم. تعرضت للتنمر يومياً في المدرسة. وعندما كبرت واستوعبت هذا العالم القاسي، قررت الانتقام."

توقفت عن الحديث فجأة، أشعر بغصّة في حلقي. تابعت بنبرة باردة:
"لم أكن مثالية. أخطأت كثيراً. كنت أظنني أصلح الخطأ، لكنني كنت أخلق أخطاء أخرى. في العشرين من عمري، دخلت السجن... بتهمة قتل."

نظر إليّ بدهشة، لكنه لم يتكلم. شعرت بتردد كبير، هل أخبره المزيد؟

"قتلت حبيبي السابق. خانني مع صديقتي المقربة، وقررت أن أجعلهم يدفعون الثمن."

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 29, 2024 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ظــلــام المــاضــيWhere stories live. Discover now