سُهاد

42 5 27
                                    


.

.

كان الشتاء هذه المره قاسياً... كُنت ارتجِف من الداخل كورقةٍ وحيدة في هذا الجو البارد.

هل هذا كابوس جديد مزعج من كوابيسي التي لا تنتهي، هل عقلي بدأ ينزف الذكريات على هيئة احلام مزعجة تنغص أيامي!

رن هاتفي في هذه الساعه المُتأخرة .. نظرت إلى الساعه على الهاتف، انها الـ3:30 صباحاً

-"أهلاً يونا"

استمعت لصوتها المرهق عبر الهاتف يونا لا تتصل في هذا الوقت إلا بسبب أحد مرضاها بالتأكيد

-"بالطبع لا يونا، إنتِ تعرفين ان جدولي مزدحم وبالكاد أستطيع ان انام لا يمكنني أخذ مريضك هذه المره أيضاً."

يونا تجعل حياتي جحيماً... نحن نعرف بعضنا منذ الجامعة هي بارعة في عملها لكنها تعاني من رهاب غريب تجاه بعض الرجال، تُرسل لي مرضاها الرجال الذين لا تستطيع التعامل معهم... حتى الآن ارسلت مريضين وكلاهما كان لنفس السبب ، تظن أنهم سوف يأذونها، كانت هكذا دائماً هي جبانه جداً تجاه أي رجل حاد الطباع، وترفض كُل الرجال الذين يحاولون مواعدتها.

-"إيلين، أنتِ تعلمين انني لم أكن لافعل ذلك لو لم تكن لدي أسبابٌ حقيقية ارجوكِ هذه آخر مرة سوف اقوم بتحويله إليكِ اذا لم تستطيعي التعامل معه فقط أرسليه لمكانٍ آخر"

داهمني الصداع فجأه صوتها المُترجي يشعرني بتحسن قليلاً ... لا أنكُر إنها صديقتي المقربة ولكنها شقيةٌ لعينة تستمر في إزعاجي

-"حسناً... ماهي أسبابكِ هذه المرة يونا، لماذا لا تريدين علاج هذا المسكين؟"

بدأت تتذمر بسرعة وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال منذ البداية..

-"انتِ لا تعرفينه إيلين إنه مخيف أقسمُ لكِ يبدو كسفاحٍ أو قاتل أو ربما هو كذلك فعلاً هو مخيف تعابير وجهه واجوبته على أسئِلتي تجعل عظامي ترتجف... يبدو مختلا ً أكثر من أي مريض قابلته حتى تخيلي أنني عندما سألته عن الساعة بدا وكأنني سألته أصعب اسألةُ حياتِه، يبدو كل كلامه مجرد متاهات لا تنتهي لا يمكنني أن استمرّ بعلاج شخص مرعب هكذا اريـ.."

شظايا زُجاج¦JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن