نحن وُلدنا في عالمٍ مُدمَّر، ألم تعي ذلك؟ فلا داعي لتوبيخنا بسبب اشلائنا المُتناثرة في كُلِ مكان..، اشلائنا التي تُعرقل طريقك..، نحنُ الذي لا نُغادر مضاجعنا لكي لا نضحك في وجوه الآخرين، وكيّ لا يشعر الآخرين بأننا بحاجة لنُحجَز في مصحةٍ ما، فهوَ المكان المُناسب للمُحطّمين أمثالنا، ألم تعي كمّ هو مؤلم أن تُخبىء ذاتك بعيدًا عن أعينهم التي تتقزز من ندوبك؟ ومن ألسنتهم التي تُلقي عليك الملامة طوال الوقت، وكأنَّك مسؤول عن ماذا أصبحت بكونك كومة من الحُطام.
فهُم لن يُدركوا أنهم السبب في حُطامك، وسيستمرّون بالتناوب على تدميرك شيئًا فشيئًا.
وستتذكر دائمًا ماكتبه مريض نفسيّ ما على جدار مصحةٍ ما، في نصفٍ ما من هذا العالم البائس، وبزمنٍ ما : " كُنّا بخير، لولا الآخرون "
و سيبقى للآخرون الفضل بما نحن فيه من حُطام ....
...... لذا .....دع القهوة تبرد، لا ترد على الهاتف، ضع كلتا يديك في جيبك، وراقب الفرص تمر أمامك...، دع القلق يأخذ منك ما يأخذ...، اقترب مما تخاف...، رحب بحقيقة أن كل شيء لن يصبح بالضرورة على ما يرام...، وأنك لا تمانع هذا على أية حال.
لا شيء يهم اذا ابتعدت عنه مسافة كافية. لا شيء يهم الآن. تخفف من الناس. لا توفق بين الطقس والثياب، لا تشتر مظلة لشمس أو مطر، قلل كلامك، تأكد أن كل ما يُحتمل أن يفسد...فسد.
بعد أن تجرب كل هزيمة ممكنة..، ستعود بقلب جرب الخيبة..، ولم يعد يخشاها..، بوجهٍ نال حظه من الكدمات..، ستشعر للمرة الأولى بشجاعة حقيقية..، ستمضي في الحياة بغير عائق..، وسيتجنبك الناس..، وفوق كل شيء..، ستنام مطمئنًا في الليل..،