نوفمـــبر جلّ جلالك فينا ٭٭٭ ألست الذي بث فينا اليقينا؟وثرنا ، نفجر نارا ونورا ٭٭٭ ونصنع من صلبنا الثائرينا ونلهم ثورتنا مبتغانا ٭٭٭ فتلهم ثورتنا العالمينا
نوفمبر فكرة لا تموت ، نهج شعب ظلم فاختار الصمود
_______________
كانت ثورة أول نوفمبر آخر حلقات النضال الذي بادر به الشعب الجزائري منذ أن وطئت أقدام الاستعمار أرض الجزائر سنة 1830، وشكلت منعرجا حاسما في مجرى التاريخ.
داخل جسد حركة الحريات، تشكّلت منظمة عسكرية سرية مكونة من بعض المناضلين المتحمسين لإطلاق ثورة مسلحة، على خلفية ظروف داخلية وخارجية اعتبروا أنها مواتية
خصوصا بعد مجازر 8 مايو/أيار 1945، (راح ضحيتها 45 ألف شهيد)، ارتكبتها فرنسا ضد الجزائريين المطالبين بحق الاستقلال على إثر الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية.
فبعد تمادي آلة الحرب الفرنسية في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، تبلورت فكرة العمل المسلح والتفاف الشعب الجزائري حول حتمية التعامل مع القوة الاستعمارية بلغة السلاح
بتعداد 1200 منخرط في الثورة، وبما يقارب 400 قطعة سلاح، أطلقت أول رصاصة من جبال الأوراس شرق الجزائر في الموعد المحدد
كان اختيار ليلة الأحد إلى الاثنين أول نوفمبر 1954كتاريخ انطلاق العمل المسلح يخضع لمعطيات تكتيكية - عسكرية، منها وجود عدد كبير من جنود وضباط جيش الاحتلال في عطلة نهاية الأسبوع يليها انشغالهم بالاحتفال بعيد مسيحي، وضرورة إدخال عامل المباغتة.
حددت كلمة سرية لهذه الليلة الاستثنائية فكانت : خالد و عقبة ،وهم من أمجاد الأمة الاسلامية ورجالها الاشاوس .
وتواترت العمليات المسلحة في مناطق مختلفة من البلاد، مع توزيع المنشورات باللغتين العربية والفرنسية، وأحصت الإدارة الاستعمارية ليلتها "30 حادثا؛ أخطرها في مناطق الأوراس، القبائل، العاصمة، الشمال القسنطيني ووهران غربا".
هذه الأحداث جعلت فرنسا تقوم بحلّ كل المنظمات والهيئات السياسية الجزائرية والقبض على أكثر من 500 فرد من مناضلي الثورة
لتبدأ سلسلة من الملاحقات التي تزامنت مع عدة عمليات مسلحة، ضدّ مواقع وهيئات وشخصيات فرنسية ، أما الثورة فقد فقدت في مرحلتها الأولى خيرة أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف، من أمثال بن عبد المالك رمضان وقرين بلقاسم وباجي مختاروديدوش مراد وغيرهم
واستمرت الثورة من شارع الي شارع ومن بيت الي بيت حتي نالت الجزائر الاستقلال متحدية الاستعمار وعنجهيته فكانت ثورة وتاريخا وشرفا وبطولة وفداء ..
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الرجال الذين حملو على عاتقهم حمل هذه الأرض الخيرة وحرروها من الدنس والصليبيين المستدمرين ،وبذلو الغالي والنفيس لأجل هذه الغاية العظيمة.والذين حملو لواء الجهاد في سبيل الله وفي سبيل زحزحة العدوان الغاشم أعتى قوة في زمانها .
______________________________________________________________
ليس الفاتح من نوفمبر 1954 مجرد تاريخ أو رقم أو يوم من باقي أيام الأشهر والسنوات التي مرت على الجزائر، بل هو أكبر من ذلك بكثير، نوفمبر مرجعية هذا الشعب في التحرر و الانعتاق من نير الاستعمار الذي دام لعقود من الزمن
كان الفاتح من نوفمبر من سنة 1954 تاريخ انطلاقِ رصاصةِ الغضب في الجزائر؛ رفضًا للمستعمِر الفَرَنسي، وبالضبط في جبال الأوراس بمدينة باتنة الجزائرية، لم تكن رصاصةً طائشة بضغطِ زناد التسرُّع، ولم تكن عشواء أو بكماء.. لم تكن لإعلان الحرب لأجل الحرب وفقط، بل انطلقت لتعطي دروسًا في رد الاعتبار، باعتبار أن الجزائر سيدةُ نفسِها، ولا أحد يملك هذه السيادة عليها إلا صاحبة القرار والسلطة... الجزائر.
أنت تقرأ
في قلب الثورة
Historical Fictionهي ثورة الأبطال في أرض الأحرار و معقل الثوار قصص تستحق أن تكتب بالذهب لأناس ضحوا بالغالي و النفيس في سبيل الحرية كان شعارهم الوحيد "و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر " ----------------------------------------------------------------------------- تعال...