تمهيد

82 13 12
                                    

السلام عليكم و رحمة الله تعالى أحبتي في الله ، أرجو أن تكونوا بخير

عدت لكم بعمل جديد، مختلف و مميز

سأغوص بكم في زمن و أحداث الثورة الجزائرية ، أسافر معكم لاكتشاف ما تخبؤه من خفايا و لمعرفة ما دفعه أهل بلدي لقاء الحرية

أردت أن أحيي أمجاد شعب لم ينحني و لم يستسلم ، رغبة في تذكيركم بهم و تعريف إخواننا في البلدان الأخرى عن أبطالنا و للتأكيد أن المسلمين لن يرضوا الذل و الهوان و سيسعون للحرية

كالعادة لدي ملاحظات بسيطة قبل أن نبدأ:

أولا : القصص ليست من خيالي بل حقيقة و بشهودها وأسماء الشخصيات حقيقية و حتى الأماكن و الأحداث

ثانيا : أنا لست الكاتبة هذه المرة ، أنا فقط جمعت القصص و عدلت سردها و رتبتها لتكون مشوقة للقراءة

ثالثا : أتمنى أن تستفيدوا و تمنحوا هذه القصص ما تستحقه ، هدفي هنا ليس الشهرة بل تخليد هذا التاريخ المشرف

شكر مسبق لكل من سيدعمني و يمنح هذا العمل المحبة و القبول ، دمتم في رعاية الله و حفظه و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

* * * * * * * * * *

البداية :

تخطيط دام لعقود إن لم نقل قرونا ، نسجت فرنسا خططها الخبية و سعت لاحتلال الجزائر ، فرنسا التي اتفقت مع حلفائها الأوروبيين لدحض أي خطر على النصرانية ، و إيقاف أي قوة قد تنافس أوروبا مستقبلا

اتجهت سهام التخطيط ناحية الجزائر ، و لم تستثني المخططات دول شمال إفريقيا الأخرى ،في هدف لنهب الخيرات و الثروات وجهت فرنسا سفنها باتجاه الجزائر

أوروبا كانت تضع عبارة "طرد العرب " نصب أعينها و سعت لتطبيق سياستها الاستيطانية بأبشع صورة ، فاتفقت دول أوروبا في مؤتمر إكس لاشابيل على إسناد مهمة تحطيم شمال إفريقيا لفرنسا و إنجلترا

فرنسا التي كانت تمد يدها المتسولة للجزائر ، نسجت في الخفاء أفكارا للخيانة و الغدر ، و ادعت أنها لم تنل يوما تلك المساعدات التي طلبتها بصورة ذليلة من دولة إفريقية

و في عام 1830 احتلت فرنسا أرض الجزائر ، و سعت للاستيلاء عليها و استيطان معمريها ، فكانت ترمي بفائض سكانها الذي زادها أزمة على أزماتها في القرن التاسع عشر و تدفعهم للعيش في أرض ليسوا أهاليها !!

و منذ أن حطت أقدامها النجسة على الأرض التي اعتمدت المقاومة سلاحا ، راحت فرنسا الاستعمارية تعث في الأرض فسادا و تقوم بعمليات إبادة وحشية لا تفرق بين صغير و لا كبير

في قلب الثورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن