الفصل السادس : طيفُ اشتِياق

46 5 29
                                    

" أين أنا ؟ "

أقفُ على الأرض الباردة بقدمين حافيتين وألقي نظرة من حولي

المكان مظلم للغاية .. لا يمكنني رؤية شيء إطلاقاً

" المعذرة ! هل يوجد أحدٌ هنا ؟! "

ندهت بصوت مرتفع على أمل أن يجيب أحد ولكن لا رد

بدأت أنفاسي بالتثاقل وضربات قلبي بالتسارع .. مشيت ببطء ثم بدأت أسرع بخطواتي وأنا ألتفت حولي كل عدة ثواني

" أرجوكم ألا يوجد أحدٌ هنا ؟! "

صرخت بصوت مرتجف يملؤه الذعر

" حبيبتي .. "

صوت رقيق أتى من خلفي جعلني أقف فجأة

استدرت ببطء ناحية هذا الصوت

أنا أعرفه .. هذا الصوت مألوف للغاية

" أ-أمي .. "

همست بصوت مرتجف وعينان دامعتان حيث أرى أمي تقف من بعيد بثوبٍ أبيض طويل وشعر مرفوع من الخلف وهي تنظر لي بحنان ثم تمد كلتا يديها نحوي تدعوني لأرتمي في حضنها الدافئ..

" أمي !! "

صرخت بصوت عال بينما الدموع أخذت طريقها تنساب على وجنتيّ

مشيت نحوها ببطء أجرجر قدمي خلفي من شدة التعب .. كنت منهكة لا أقوى على الحراك

ولكنني أردت أن أصل إلى أمي بأسرع ما يمكنني

أردت أن أرتمي في أحضانها وأن تحوطني بذراعيها ليكون في متسعي البكاء كما أشاء

لذا بدأت بالركض نحوها

ركضت وركضت ولكن دموعي كانت أسرع بكثير في انسيابها من قدميّ المتعبتان

كانت أنفاسي متقطعة أصارع لالتقاطها

لا بأس ، لم يتبق الكثير

لا يهم كم أنا متعبةٌ الآن ، لا يهم كم أشقى ، المهم أن أتمكن من شم عبير عطر والدتي في النهاية

ضوء .. ضوء ساطع للغاية .. يزداد كلما اقتربت شيئاً فشيئاً ..

لقد أوشكت على النجاة .. تبقت خطوتان فقط وسأرتمي في أحضان أمي ويعود كل شيء مثلما كان وسينتهي هذا الظلام

خطوتان فقط .. خطوة واحدة

ازدادت شدة سطوع الضوء فوضعت يدي أمام عيناي لأحميهما من الضوء القوي حتى شعرت به يختفي تدريجياً

𝕭𝖗𝖔𝖐𝖊𝖓 𝕿𝖎𝖒𝖊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن