لا تعلم كم كان الأمر مروعًا بدونك، هل تعلم حقيقة أنك لم تفارق تفكيري طوال تلك المدة؟ طيفك لايغادر غرفتي، حتى بعد تزوير موتك و عند وصولي الخبر سأصارحك بأنني كنت على وشك الإقدام بالإنتحار فقط ليجمعنا ﷲَ معاً
هل تعلم كم كنت أُطيل في سجودي فقط لأكُثر و اكثف من دعائي لك و حسب،
كم كان الطريق معتماً و مخيفًا و شعوري بالغربة لم يكن يفارق فؤادي... وعندما رأيتك وجهًا لوجه بعد كل تلك الذكريات المؤلمة، اراك بكامل عافيتك و صحتك و قوتك مثلما كنتُ ادعو دائما.. مبتسماً بنفس ذلك الوجه الملائكي الذي عهدته منك، شعرت في ذلك الوقت مع قوة اشتياقي و حنيني و الكلام المخزن في قلبي الذي لم أكن استطيع توصيله لك لبعد المسافات، شعرت ان الكلمات و العتابات كلها لا تستطيع إسعافي فالتعبير.. فأكتفيت بأن أعصِر كتفكَ لأحتضنك بقوة و إحكام.. وكأنك اخر ما أملك في هذه الدنيا.. و انا أحاول عض شفاهي لألهي نفسي عن البكاء و ان لا تصبح وجنتاي مليئة بالدموع المتناثرة ، و تبادلني العناق وكأنك تعلم انني كنت احتاجه منذ عقود... و تكونَ أول الكلمات منك بنفس نبرتك المعتادة و لكن اكثر تأثراً...
:لقد عُدت.. أخي!