|قِراءة ممتعَة|
✿
"اِقْلِبِ السّاعَةَ... لَقَدْ حانَ الوَقْتُ."
●●●
تحتَ ضَوء فجرِ أيلُول الدافِئ، وَ نسيمِه الْذِي يُعتبر بِداية جَديدة وَ نُقطة تحَوّل.
كفَصل حَديث منَ الحيَاة يتجَلى فِي الْأفُق، حَيث تَعود الْألوَان لِتزدهرَ مَع إِقتِراب مَوسم الخَريف.
كَانت الْوحدَة تحَاوط أسْوَار ذلِك الْمَنزل كأشِعة الشمسِ الَّتي تَخترق نَوافذه. رغمَ الهوَاء المنعِش الذِي كَان ملِيئا بِرائحة الزهُور الْمتفَتحة فِي الحدِيقة وَ الطيُور تترَاقص برَشاقة حَولها.
هناكَ وَقَفتْ «إِيڨْلِين» علَى الشرفَة وَ عينَاها تراقِبان أحَب المَشاهد لِفؤادها علَى حُدود المَدينة فِي سُكون.
كَانت تَنظر إِلَى الْآفاقِ الْبعيدَة. متَمنية لَو أَنَّ أحَدا يُشاركها لحَظات الصمتِ تِلْك، وَ هِي تُراقب السمَاء تتفَتح بِبطء كأَنهَا تَتنفس مِن جدِيد لِيبدأ الضوءُ فِي الإنْتشار تَدريجيا مُبددا غيْهب الليلِ.
آنذاكَ إستَدارت بجَسدها تَعود إِلَى الدّاخِل نحوَ مطبخِها.
" «سكَاي»... تَعالي الطعامُ جاهِز. "
نادَت لِلمرة الثالِثة بنبرَة أعلَى لتنزلَ الأخيرَة الدرَجات هرولةً متجِهة نَحو طبقِ طعامِها المتموضِع علَى الأرضِية إِلَى جانبِ مَائدة الطعامِ الفارِغةِ.فَإِنحنت هِي وَ ربتَت بيَدها علَى فروِها الأبيضِ لتَحملها وَ هِي تَتخبّط بينَ ذِراعيها لِلنزول إِلَى طعامهَا فَتقبل كفوفهَا الصغيرةَ وَ بطنَها ثُم أَرنبَة أنفِها نابسةً بِلطافة:
" صبَاحُ الخيرِ لِزهرتي الكسولِ ، هلِ إستغرقتِ فِي النومِ لدَرجة إِهمالِ ندائِي لكِ؟ "ثُم تَركتها أَخيرًا بعدَ أَن كادَت تقضِم ذِراعها لِتؤشر بسبابَتها وَ تقولَ بنَبرة محذرَة:
" اليَوم هوَ الأولُ لِي بالجَامعة... لِذا دعِينا نعقِد إتفَاقا بَيننا. أَنتِ ستبقَين هادِئة عندَ العمةِ، «لُورِين» وَ بالمقابِل أَصطحبكِ معِي لِلمعرض عِند نهَاية الأسبُوع. "فَوَجهت الكَلبةُ رأسَها نَحوَ صاحِبتها و لسانُها الصغيرُ يَتدلى نحوَ الخَارج. و كَما تَدربت مِن قَبل، رَفعت كَفها تَضعها في خَاصتها كي تُصافحَها، ثُم نَبحت و عَادت إلى طَبقها تَتناول ما بَدَاخله بِنهم. فابتَسمت الأُخرى برِضا و جلسَت لتَتناول فُطورها أيضًا.
كانت تَستندُ بوجنتِها على كَفِّ يَدها و عَيناها تُراقبانِ بحنوٍّ كم نَمت صَغيرتُها منذُ آخرِ مَرةٍ، بَينما تَرتشفُ من كَأسِ حَليبها ببُطء.

YOU ARE READING
أنثوفيليا
Adventure__"كِلاهُما كَانَ عَاشقًا للورُود... هِي كَانت تَهوَى الزُّهُورَ ، تَزرعُهَا في قَلبِها قَبلَ الأرضِ. لتَجِدَ في كُلِّ وَردةٍ لُغةً تَهمِسُ لهَا ، وَ فِي كُلِّ زَهرةٍ حِكايةً تَروِيها. بَينَمَا كَانَ هوَ يَراها الزَّهرةَ الوَحيدةَ الَّتِي نَبَتَتْ ف...