٠٥ - أطْيَــٰاف زَائِـــرَه

66 5 1
                                    

|قِراءة ممتِعة|

⁦✿

"مَاذا تعنِي لكَِ النِيران؟
سلَام وَ أمَان، أم مجَرد جحِيم؟"


●●●



" ... ثُم إلتَقيا بعدَ سَبع سنواتٍ وَ هِي تصطَحب إبنهَا مِن المدرَسة. وَ كمْ كَان ذَلك عاطفِيا حِين نظرَت نحوَه، وَ إبتَسمت ترَاقب ظلَه وَ هوَ يغَادر. "

كنتُ أثَرثر مَع «بياترِيس» كالعَادة حولَ فِلم شَاهدته فِي إحدَى الليَالي. وَ حِين إلتَفت نحوَها وجدتهَا تمسَح دموعهَا بمَلامح متأثرَة، ثُم عبَرت قَائلة:
" ذَلك كَان مأسَاويا «إيڤ». وَ البطَل الشَهم الذِي لَا بدَ وَ أنهُ كَان وسِيما قَد فَطر قَلبي. "

محِقة!
أذكُر أنِي ذَرفت قَدرا مِن الدمُوع وَ أنَا أستمعُ للحنِ النهَاية الحَزين ثُم نمتُ بمكَاني مَع المَناديل الوَرقية مِن حَولي.

لكِن صوتهُ المخَرب للمُتعة أتَى مِن جانبِي بغتَة وَ هوَ يتدَخل:
" بَل هِي قِصة خَيالية مَع نهَاية مبتَذلة. أينَ المأسَاة فِي ذلِك؟ "

" لَم يتَساءل أحَد حَول رَأيك فِي ذَلك. وَ لَا بُد أنَ قلبَك متَحجر كفَاية كَي لَا تتأثَر بنهَاية حَزينة لِحب صَادق. حَتى لَو كَان مِن نسجِ الخيَال. "
أفصَحت «بيَاتريس» عمَا بخَاطري وَ هِي تعُود لإزَالة دموعهَا التِي إنهَمرت بمجَرد ذكَر أمرَهما مجَددا .

فرمَقها بغَرابة، سَاخرا منهَا، قَبل أنْ يصنعَ مَلامح متقَززة حِين ناولتُهُ كوبَ الشَاي خَاصته.
" أشربهُ وَ حَسب، سيريحُ أعصَابك المشدُودة هَذه. أمَا بشَأن الطعمِ فَهو لَيس سَيئا، مَزيج بينَ الحَلاوة وَ العطرِية يمنحُه نكهَة إستثنَائية. "

غَير أنَه دفعَه يعِيده نحوِي متمتمًا بمُستحيل. وَ مَد يَده يأخُذ قطعَة صغِيرة مِن الفطِيرة يحشُرها دَاخل فمِه. ثُم إبتعَد بجَسده يستلقِي، وَ ذِراعه تستريحُ فوقَ عَينيه.

وَ لولَا حَاجتنا إلَيه لَدعوت أنْ لَا يستَيقظ بعدَ ذلِك.
أنَا مظطَرة وَ حسبُ.

حَسنا ، هوَ الخَاسر عَلى كُل حَال ، كُوب إضَافِي مِن الشَاي لِـ«إيڨلِين».

وَ قَد لحِقته «بياترِيس» بالنومِ سريعًا ثُم «سكَاي» تاليًا وَ بقِيت وحِيدة مَع قطَع الكعكِ خاصتِي أمَام النَار التِي تضاءَل حَجمها وَ خَف لهِيبها.

لذلِك أضفتُ إلَيها بعضًا منَ الحطَب قبلَ إنطِفاءها تمَامًا.
فقَد كَانت الليلَة مظلمَة لكَون الهلَال فِي مرَاحله الأخِيرة وَ خشِيت أن تعُم العتمَة حولِي قبلَ أن أفطنَ.

أنثوفيلياWhere stories live. Discover now