|قِراءة ممتِعة|✿
"كلَما تَوغلت أعمقَ بَين الصَفحات، أدرَكت أن مَا إكتَشفته لَيس إلَا قِناعاً يُغطي جَهلاً أعمَق."
●●●
" ...تمتلكِين شعرًا جمِيلا أيتها السيدَة..."
"...تنبَعِث منكِ رَائحة رَجل غَريب..."
"... مَن مِنا بحَاجة للشَفقة أوْ الصفحِ الٱنَ..."
"...لكِن القدَر حينَها كَان قَد حَاك خطتَه بالفِعل..."
"... الجرحُ لَا يشفَى... شفَاء تلكَ الطعنَة التِّي تستنزِفني... "
"...مَا تبَقى مِن قوَّتي... لأكُون أنَانية تجَاهه... "
●●●
فتَحت عينَي فجأةً، بأنفاسي المتقطعةِ و كَأنني ركَضت لأميالٍ بلاَ توقفٍ. قَلبي المختَلج يتخَبط فِي صَدري بعُنف، وَ صَوت دقاتِه المهتَاجة يكَاد يغطِي علَى الصَمت الثَقيل الذِي يحيطُني.
رَفعت يدِي بتردُد لأتأكَد أننِي هُنا، فِي واقعِي
و لَست هُناك، في ذَاك المكَان المظْلم وَ البَارد الذِي طارَدَني في كَابوسِي المفجِع، أينَ شعرتنِي أموتُ وَ أحيَا مِئات المراتِ.السقفُ فوقِي لَيس بسَقف العربةِ أو بسَقف منزِل «بياترِيس»، و لَا بسَماء الشمَال المشرقَة حَتى.
بلْ هُو سقفٌ عَال وَ معتِم. أشعرُ بِه، وَ كَأنه يقتَرب مِني شَيئا فَشيئًا، ليَدُكّني وَ يسْحَق عِظامِي أسفَله .ثُم بصُعوبة قَلبت عينَاي فِي الأرجَاء ، عَل عقْلي الرَاكد يستوعِب شيْئا مِما يحدُث.
الظِلال عَلى الجدرَان تبدُو أكْثرَ حِدة ممَا إعتدتُ عليهِ. وَ كَأنهَا تحمِل بقَايا ممَا رأيتُه للتوِ.
العتمَة تحِيطني من كل مَكَان و تقَبض على أنفاسي فِي كُل مَرّة.أرِيد فَقط أن أرَى شيئًا مِن النُور ليبَدد الجزعَ دَاخِلي، القَليلُ فقَط... فهذَا الظَلام و الصَمتُ المطبَق يودَان قتلِي... أنَا أقسِم.
شَعرت بعَرق بَارد يتسَلل عَلى جَبيني، لذلِك مَررت يدِي بإرتعَاش لأتخلَص منه، فَإستشْعرت شيئًا غرِيبا يَلُف رأسِي.
لكِني سرعَان مَا أرجعتهَا نحوَ قلبِي الذِي إزدَاد نسقُ خفقَانه حِين بدَأت ألمَح الأطيَاف تحُوم حولِي.
إنهُم هنَا... يودُون النَيل منِي بينَ حِبال الظَلام.صدرِي يرتَفع و يهبطُ سرِيعا، وَ نوبَة الهَلع تشتد أكْثر.
الشعور لا يزُول، لَا يزوُل مهمَا حاولْت إقنَاع نَفسي بأنّ لا شَيء يتربَص بِي. لازِلت أستطِيع أن أرَى هَذه الوجُوه، أن أسمَع الأصوَات، أن أشعُر بالخَوف المتغلغِل في أعمَاقي.

YOU ARE READING
أنثوفيليا
Abenteuer__"كِلاهُما كَانَ عَاشقًا للورُود... هِي كَانت تَهوَى الزُّهُورَ ، تَزرعُهَا في قَلبِها قَبلَ الأرضِ. لتَجِدَ في كُلِّ وَردةٍ لُغةً تَهمِسُ لهَا ، وَ فِي كُلِّ زَهرةٍ حِكايةً تَروِيها. بَينَمَا كَانَ هوَ يَراها الزَّهرةَ الوَحيدةَ الَّتِي نَبَتَتْ ف...