الفصل الأول : نبؤة

316 7 1
                                    

في نهاية الدرج الحجري الرطب، كان هناك زنزانة تحت الأرض.

بعدما سلم الجندي لها الشمعدان الفضي وغادر، خلعت أراسيلا مقدمة الرداء عن رأسها .

ومن خلال القضبان الحديدية، تمكنت من رؤية امرأة ترتدي ملابس سجن ممزقة و تجلس ببؤس، وعيناها مغمضتان في استسلام.

"أختي، لقد أتيت."

"آري؟"

عند سماع صوت اختها المألوف عليها، فتحت إيريس عينيها بترنح وزحفت بطريقة خرقاء نحو القضبان.

وضعت أراسيلا الشمعدان على عجل على الأرض وركعت لتنظر لأختها في عينها.

"كيف وصلت إلى هنا...؟"

"لقد ساعدني فريدريك. آسفة لعدم الحضور مبكرا. لقد تأخرت بسبب التحقيقات المختلفة التي اجريها لاخرجك"

"لا عليك، شكرا لك على حضورك."

من خلال الفجوة الضيقة للقضبان، شبكت الأخوات أيدي بعضهن ببعض.

وفي ضوء الشمعة الخافت، أصبحت ملامح إيريس أكثر وضوحا.

تعابير وجه أراسيلا تغيرت عندما فحصت جسد إيريس الجاف المغطى بالكدمات والجروح، وما اثار حزنها اكثر كان رؤية وجه اختها الهزيل خاليًا من الألوان.

"أوسكار فاندرمير، ذلك الوغد... لقد عانى الآخرون بسببه، لكن هل اختار الموت بسهولة وحده؟"

"أراسيلا..."

"لو لم يرتكب هذا اللقيط الخيانة، لما كنت هنا!"

صرخت أراسيلا بغضب شديد، وهي تعض شفتها السفلية.

تشكلت قطرات من الدم على شفتها المتورمة بسبب عضها المتكرر عليها.

ارتفعت الكراهية بوضوح في عيونها الدامعة فوق .

"كل هذا بسبب ذلك الوغد... لا! بسبب عائلتنا التي أجبرتك على الزواج منه!"

وبخت إيريس أختها بصوت متعب:"آري، اهدأي."

على الرغم من جرها إلى هنا معًا وتعرضها للتعذيب القاسي بسبب خيانة زوجها، إلا أنها ظلت هادئة.

"زواجي كان لا مفر منه. وأنتِ تعرفين ذلك جيدًا."

"نعم، أعلم! لقد كان زواجًا مدبرا تم الحنث به أمام الإمبراطور. ولكن كانت هناك طرق لإلغائه."

زواج بمهلةWhere stories live. Discover now