13_اتبعي قلبك ♥

0 0 0
                                    

الفصل الثالث عشر:
(روث)
-نحن في الداخل..يمكنك إخباري الآن من هو هذا الرجل؟
نفخت وأنا اضع حقيبتي أرضا قبل أن اخلع حذائي واترك روبي خلفي واذهب للمطبخ لشرب القليل من الماء.. سمعت روبي وهي تتحرك حولي ولكنني لم أعيرها اي اهتمام فقد أحرجتني بما يكفي والآن أريد فقط التفكير قليلا في كيف سأنظر في وجه وايلد مجددا..
-روث تحدثي معي
وضعت الزجاجة التي شربت منها على الطاولة واستدرت للنظر إليها وصحت فجأة"بشأن ماذا؟" كتفت ذراعيها"بشأن هذا الضخم والذي كان يلتهمك تقريبا" دفنت وجهي بين كفاي وتأوهت "ياإلهي"وأنا اتذكر بالأمس عندما رآتنا روري أيضا..لماذا أوضع في هذا الموقف دائما؟..لا أعلم حقا.. رفعت وجهي وتذكرت ما فعلته روبي بالأسفل فسألتها بإستغراب" ماذا كنتِ تقصدين بهذه الحركة بحق الله؟" قلدت حركة إبهامها على عنقها والتي فعلتها لوايلد فرأيتها تحاول إخفاء إبتسامتها بعض شفتاها وقالت"كانت وليدة اللحظة"
-حقا؟هل تعبثين معي؟لقد قمتي بإحراجي أمامه
-لم أقصد إحراجك ولكنني لا أستطع رؤية شخص ما يلمسك.. لا أحد يلمسك.. أنتِ شقيقتنا الكبرى ولا أحد يعبث معك
-عداكم؟
ظلت روبي صامتة ونظرة إعتذار ترتسم على وجهها وهي تدرك بأنني جدية جدا..زفرت قبل أن اجلس على نفس الطاولة التي جلسنا عليها بالأمس أنا وروري ولكن الآن روبي هي من جلست مقابلي.. أمسكت روبي يدي فجأة وقالت بأسف"اقسم بأنني لم أقصد إحراجك أمامه.. الأمر فقط بأنني لم أرك أبدا مع أي أحد وعندما رأيته يحاول تقبيلك شعرت.." توقفت عن التحدث وهي تحاول إيجاد الكلمة أو الشعور الذي شعرت به فأكملت نيابة عنها"بالغيرة؟" نظرت إلي بعيناها التي تشبهان عين القطط حين تشعر بالخجل وقالت "عليك..نعم..أنتِ شقيقتي أنا" ضحكت لأنني لا أعلم ماذا افعل غير هذا..
-لا تضحكي علي..
-أنتي غير منطقية
-أنا جادة روث..لا أحد يستطيع أخذك منا
توقفت عن الضحك وإبتسمت لروبي وأنا اضع يدي الأخرى على يدها وأنا أتفهم ما تقوله..لطالما كنا أنا وروبي معا..أولا بسبب سننا المتقارب فروبي أصغر مني بسنتين فقط..ثانيا بسبب إهتمامي بها عندما أنجبت أمي رايتشل بعد روبي بعامين أيضا..لطالما أخبرنا بعضنا البعض بأسرارنا وكنا نتسكع معا كالأصدقاء.. علاقتنا كانت أقوى حتى من علاقة الأصدقاء المفضلين.. قد تكون روبي محامية أو كانت..ولها شخصيتها الخاصة المستقلة ولكنها لطالما كانت تأتي إلي عندما تشعر بالسوء..وأحيانا كنت أشعر بأنها قد عادت طفلة صغيرة تريد التشبث بي..لذلك أنا أفهم جيدا ما تشعر به لذلك قلت "روبي أنا شقيقتك..لطالما كنت ولطالما سأكون..هذا لن يتغير أبدا.. قد أصبح زوجة وأم في المستقبل وسيكون لدي حياتي الخاصة ولكن هذا لن يغير أبدا علاقتنا لذلك لا يجب عليك الشعور بالغيرة علي"
-أعلم هذا.. وأتمنى حقا بأن تقابلين شخصا يقدر ما أنتي عليه من جمال داخلي وخارجي..ولكن أحيانا عندما افكر بك متزوجة أو في علاقة اشعر بأنك ستتركينني خلفك
-لن أترككِ خلفي أبدا..أبدا.. أنتِ أو أي واحدة من شقيقاتنا..سنظل معا للأبد
قلت بثقة وأنا انظر لعيناها مباشرة فضغطت روبي على يدي وقالت بعينان دامعتان "للأبد" مسحت دمعة سالت فجأة على وجنتها وأنا أعلم لماذا تبكي.. لطالما أخبرتني أمي بأننا سنظل معا للأبد.. ولكن هذا لم يحدث.. لقد تركتنا خلفها.. ورحلت للأبد أيضا..
*******************
كما حدث مع روري أخبرت روبي قصتي مع وايلد.. ولكنها ظلت هادئة جدا.. ثم حدث شيئا غريب .. ضحكت فجأة بسعادة وهي تقف وتحاوط وجنتي بكفاها وتقول"أنتِ واقعة في حبه تماما"لأنها أخذتني على حين غرة ولأنه لم يكن سؤالا لم أجب فقط نظرت إليها وهي تضحك.. تركت وجهي وأرجعت شعرها الأسود للخلف وتنهدت بسرور وهي تعاود الجلوس"من كان يتخيل بأنك ستقعين في الحب في يومين خاصة وأنتِ لم تعجبين بأحدا يوما؟..ولكن أستطيع رؤية الأمر في عيناك" ابتسمت وأنا أسند وجهي بين كفاي " هل هذا واضح جدا؟"
-فقط لي
بللت شفتاي ومررت يدي في شعري "لأكون صادقة لم أتوقع هذا أيضا.. لقد حدث الأمر فجأة.. وكأنني مررت بما مررت به وانتقلت خصيصا إلى هنا لملاقاته..أنه غريب جدا وسريع ومخيف أيضا.. أعلم بأنني معجبة به.. ولكن الحب؟ لم أختبره من قبل لذلك لا أعلم ماذا أفعل "
-اتبعي قلبك..سيأخذك دائما للطريق الصحيح.. هذه كلماتك تذكرين؟
-نعم
لطالما قلت لروبي هذه الكلمات عندما كانت تواجه صعوبة في إتخاذ قرارا ما.. ودائما ما أخبرتني بأن هذه الكلمات ساعدتها.. أرجو أن تساعدني كلماتي هذه المرة..
*****************
-لم تخبريني بالأمر العاجل
قلت لروبي وهي على وشك تناول البرجر الخاص بها.. لقد انتهى المطاف بنا بالخروج من المنزل للذهاب لتناول الغداء معا في مطعم البلدة.. لم تمس روبي البرجر ووضعته في صحنها وهي تقول بصدمة"ياإلهي لقد نسيت تماما الأمر"
-لقد نسيت الأمر أيضا
ضحكت قبل أن أخذ قضمة من البرجر خاصتي وانتظرها لتخبرني عن الأمر..
-هل روري حامل؟
سعلت وأنا اشعر باللقمة تأخذ منحنى غير المنحنى المفترض لها فأعطتني روبي كأس الماء بسرعة لأشرب.. انتظرت روبي حتى شربت وشعرت بالتحسن قبل أن تسأل مجددا"هل رور.."قاطعتها "لقد سمعتك من أول مرة" رفعت حاجباها لحثي على الإجابة " و " ولكنني ظللت صامتة.. روري أخبرتني بأن الأمر سر بيننا حتى تفكر في ماذا ستفعل ثم ستقوم بإخبار روبي ورايتشل قريبا..
-روث؟
تحاشيت النظر إليها لأنني لا أستطيع الكذب فتحدثت من بين أسنانها وهي تضرب قبضتها في كف يدها الأخرى"كنت أعلم هذا"يبدو بأن الأمر لم يعد سرا.. لقد عرفت وانتهى الأمر لذلك سألتها"كيف علمتي على أية حال؟"
-رايتشل اتصلت بي بالأمس وأخبرتني بأنها تحتاج لكتاب من كتب القانون المتبقيين معي لمساعدتها في روايتها الجديدة لذلك أخبرتها بأنني سأحضره لها اليوم صباحا ونتناول الفطور معا أنا وهي وروري ولكن عندما زرتهم كانت رايتشل ماتزال نائمة لأنها سهرت لوقت متأخر للكتابة.. وروري كانت شاحبة جدا وكأنها مريضة سألتها هل أنتِ بخير فقالت نعم ..سألتها مجددا 'هل أنتِ واثقة؟' فغضبت فجأة وقالت 'بخير تماما..كفي عن التحقيق معي روبي..لقد أخبرتك بأنني بخير..وأنا لست طفلة لتعتني بي'..
عدت لتناول البرجر والذي برد ولكنني لم اهتم وسألتها " هذا لا يجيب على سؤالي..كيف علمتي؟" وسعت عيناها وشعرت لوهلة بأنها قد عادت محامية من جديد "روري لا تغضب أبدا..هذا أولا..ثانيا..رفضت كوب القهوة الذي قمت بإحضاره لها وأخبرتني بأنها لم تعد تطيق القهوة وعندما ذهبنا لتحضير الفطور خمني ماذا؟" مضغت وبلعت ما بفمي قبل أن اقول "ماذا؟"
-تعلمين بأنها تحب البيض كثيرا ولكن عندما قمت بصنعه لها ووضعته على الطاولة نظرت إليه بإشمئزاز قبل أن تقف فجأة وتركض للمرحاض لتتقيأ وعندما عادت كانت أكثر شحوبا وقالت بأنها لا تريد تناول الطعام وستذهب للإستلقاء قليلا..
-روبي هذا لا يجيب على سؤالي أيضا
-أعلم ولكن فلتسمعي للنهاية..حسنا؟
اومأت وأنا انهي طعامي وأسايرها..
-بعد ذهابها للإستلقاء في غرفتها رن هاتفها والذي تركته في غرفة المعيشة لذلك أجبت على الرقم والذي كان بدون اسم فجاءني صوت سيدة تقول 'مرحبا..هل الآنسة هارفي تتحدث' فقلت 'نعم' فأكملت'موعدك مع الدكتور مورغان في الثالثة مساءا'..
نظرت إليها بعدم فهم وهي تصمت فسألتها"وماذا في هذا؟" رمقتني بنظرة وكأنني غبية وقالت "دكتور كاثي مورغان روث..إنها طبيبة النساء بالبلدة..ألا تعرفينها؟" هززت رأسي لأنني لم اسمع اسمها من قبل" لا أعرفها" نظرت إلي روث بشك لدقيقة قبل أن تسأل فجأة "كم مرة خرجتى من منزلك منذ إنتقالنا إلى هنا؟" تحركت في مقعدي بغير إرتياح وأنا أعلم إلى أين سيقود سؤالها هذا" لماذا تسألين؟"
-أجيبي روث
بللت شفتاي "مرتين" صاحت وحدقتاها تتوسعان "مرتين؟مرتين؟هل تمزحين معي؟" لم تعطيني الوقت الكافي للتحدث وأكملت" كنتِ تعملين كثيرا صحيح؟"
-أنا..
حاولت التحدث ولكنها قاطعتني مجددا"روث عليكِ التوقف عن العمل بشكل مرهق هكذا..انه ليس صحي بجانب أنه متعب جدا..عليكِ أخذ عطلة و.."قاطعتها أنا هذه المرة وأنا اوافقها الرأي..فهي محقة حقا..لقد عملت بجد حتى أصبح ظهري يؤلمني أحيانا وذراعاي لا أستطيع تحريكهم "أنتِ محقة..سأفعل ما تقترحينه.. ولكن لنعود لمسألة روري" اومأت وهي تعود لشخصية المحامية في المحكمة من جديد"نعم..حسنا بعد إنهائي المكالمة تذكرت صديقة لي كانت حامل وكان لديها نفس الأعراض لذلك قمت بجمع كل القطع معا وعلمت" ابتسمت روبي إبتسامة ظفر وكأنها ربحت قضية ما للتو فأخذت نفس عميق وأخرجته قبل أن اومأ "نعم إنها حامل ولكن هذا سر لا تريد إخباره لأحد" عبست روبي بحزن قليلا "ولا حتى لنا؟لماذا؟"
-لأنها لا تعلم كيف ستتعامل مع الأمر
-تعنين بأنها قد تقوم بإجهاضه؟
-لا لن تفعل هذا أبدا..أخبرتني بهذا
صمتنا قليلا قبل أن تسأل روبي"وماذا عن الأب؟من هو؟"
-لا أستطيع إخبارك
-لماذا؟
ضحكت وأنا اقول"لأنني لا أعلم من هو"
-كيف هذا..ألم تخبرك بهويته؟
رفعت يداي وأمسكت يدها لأنني أعلم بأن جوابي سينزل عليها كالصاعقة كما حدث معي..قلت بهدوء" أريدك أن تظلي هادئة ولا تغضبي" نظرت روبي لعيناي وعبست قليلا فأكملت "روري لا تعلم من هو الأب" ارتفع حاجبي روبي للأعلى حتى اوشك على لمس مقدمة شعرها قبل أن تصيح بغضب"ماذا بحق الله؟" فكرت داخليا'يبدو بأنني لم يكن على إخبارها ونحن في المطعم'..

حكايتي تبدأ معك "الجزء الأول"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن