الليلة الثالثة عشرة الجزء 2
"إنهم هناك!" بينما كانوا يتحدثون، كان صوت الطلاب المرتفع قد وصل إلى الطابق الثالث. "لقد رأيتهم يذهبون إلى الطابق الثالث!".
سار كاسينيو متجاوزًا أريثا إلى شون، وتقلص طوله تدريجيًا. كانت القسوة الباردة التي تراكمت عبر السن قد اصطبغت بلمحة من الصبا مثل شابٍ صغير.
وبدا أن جويس قد خمنت ما كان يجري واستنشقت نفساً بارداً. "ما كنت لتفكر في القيام بـ..."
في لمح البصر، أصبح كاسينيو مراهقاً في نفس عمر أريثا. ابتسم بخفة وهو يقول: "أحتاج إلى خطاب قبول".
بدا شون وكأنه سمع شيئًا لا يمكن تصوره. وانخفضت عيناه بلمحة من البرودة وقال: "مكان مثل مدرسة السحر لا يصلح أن يدرس فيه حاكم".
ابتسم كاسينيو وأدار عينيه إلى جويس. "ما زلت لم تخصص الوقت الكافي لتقديمها. من هي مصاصة الدماء الصغيرة هذه؟"
شدّ شون قبضته.
نظرت جويس إلى الرجل المبتسم الذي كانت عيناه مثبتتين عليها، لكنها لم تشعر إلا بالتوتر تحت ابتسامته. كانت متوترة لدرجة أنها نسيت أن تخطو خطوة عندما وقفت أريثا فجأة أمامها.
"من التي تقول أنها مصاصة دماء صغيرة؟!"
تفاجأ كاسينيو لكنه ابتسم برفق وسأل: "ما الأمر يا صغيرتي؟"
"هي ..." توقفت أريثا مؤقتًا ، ثم التفت لتسأل جويس ، "ما اسمك؟"
أجابت بصوت خفيض "جويس".
"جويس ليست مصاصة دماء! إنها صديقتي!"
"صديق عرفتِ اسمه للتو؟" كان لدى كاسينيو ابتسامة خبيثة. "كيف تعرفين أنها ليست مصاصة دماء؟"
"لقد عرفتُها للتو." زمّت أريثا شفتيها، ورفعت ذقنها وقالت بثقة: "لكن عندما كنا نركض معًا، كانت تلهث أكثر مني. كيف يمكن أن تكون مصاصة دماء؟"
"..." وقفت جويس في مكانها ولم تعرف للحظة ما إذا كانت سعيدة أم حزينة.
"حسنًا، أنتِ على حقّ." كان صوتُ كاسينيو مشوبًا عن غير قصد بنوعٍ من التسلية. أدار نظره مرة أخرى إلى شون وجويس وقال: "إذا كان بإمكاني الحصول على هوية جديدة، فلا أعتقد أنني سأتذكر رؤية أي مصاص دماء... أوه صحيح، هذه صديقة أريثا الصغيرة. ما رأيك يا شون؟"
"..."
بحلول هذا الوقت، كان معلم المدرسة قد أحضر الطلاب إلى الطابق الثالث. وبدا أن صوت تمتمات المدرس بالشتائم قد أزعج الأحلام الجميلة للتلاميذ الأربعة، حيث سمعوا: "إذا لم يكن هناك أحد بالداخل، فستذهبون لتنظيف المرحاض لمدة أسبوع!"
كانت جويس متوترة للغاية لدرجة أنها أرادت الاختباء في مكان ما. بصفتها مصاصة دماء، لم تكن تعرف كيف ستتسلل إلى الخارج إذا ما اكتشفها أحد من مدرسة السحر.
