أقل حقوق الإنسان أن يُخيّر في أمره ، أن يضع جميع الطرق نصب عينيه و يختار ما يلائمه ، لكن البعض خُلِقَ لِيُسيّر و يخضع متجاهلًا عن كونه من يكون ، ينساق خلف هذا و يذعن لذاك و ما بين النقيدين يقف حائرًا و يتسائل بحيرة "من أنا؟"يقف أمام مرآته يجهل هوية القابع أمامه ، يقف أمام ضرورة اتخاذ قراراته تائهًا ينتظر من يمسك بيده و يحركه ، يشعر بالعجز يقيده و الأحكام تنهال عليه من كل جانبٍ ليهرول هو لتنفيذها بأيدي مُكبّلة و لسانٍ معقود ، لا يملك حق الإعتراض و إن كان ما يُحدَد هو مصيره كأعزلٍ وُضِع أمام جيوش العدو قسرًا .
هو "ثائر" .. لكنه لم يثُر يومًا على مُخضِعيه و لم يكن يومًا بالثائر لذاته بل ثأر منها ، انتُهِكَت حُريته و فنَت حتى أصبح الأمر أشبه بقتلٍ مُتَعمّد .
و هي جامحة لا تهاب أحدًا ولا يحركها هبوب الرياح العاصفة ، تظل واثبةً لا تهتز ، تُقاوم لتحيا و تحيا لنيل حريتها دون أن يشوبها شائبة ، تنتزع حقوقها من بين فَكّي القسورة دون أن يرمش لها جفن .
كلاهما عانى كما عانى و كلاهما باغتتهما الحياة بحروبٍ هدفها الأوحد وضعهما تحت إمرتها ، لكن المصائر تختلف ، فأحدهما تصدى لها بدروعٍ لا تُقهر و الآخر انصاع خلفها مُغمض العينين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة : النهاية واقعية بشكل كبير و قد تكون حزينة للبعض👈👉
أنت تقرأ
قتل عمد
Short Storyجريمة كاملة الأركان مع سبق الإصرار ، جريمةٌ رضى بها القتيل و لم يرضى القاتل ، دموعٌ ذُرِفَت بدلًا عن الدماء و روحٌ تلاشت ليحل محلها أوامرٌ و نواهي لا حصر لها ، قُيودٌ كبّلت لسانه قبل يديه ؛ لتتنحى شخصيته جانبًا تاركةً للجاني حق التصرف ، عاش يُساق إل...