P16

6.8K 349 16
                                        

⟪ رون — صوته في الغابة ⟫

كان الصباح رماديًا، والضباب يكسو الأشجار الكثيفة.
يتجوّل بين الجذوع، بلا اتجاه، وكأن الغابة تمتص حزنه، لا تهديه مخرجًا.

رون (في داخله، كأنها طعنات):
"منذ ذهابك يا آريا...
لم أذق طعم النوم.
أتخيلك في كل زاوية...
في ظلي... في صوت الريح... حتى في ضوء القمر.
هل عدتِ؟ هل نسيتِني؟
آريا... هل نَسيتِني؟"

توقّف.

في البعيد، رأى لوكاس راكبًا، عائدًا إلى الشمال،
لكن آريا... ليست معه.

رون (همسٌ مكسور):
"إذا لم تكن معه... فهي هناك. في مملكة السحرة.
لقد... عادت فعلاً."

شد قبضته.

"اللعنة...
وقعتُ في حبها دون أن أعلم.
ولم أدرك ذلك إلا حين رحلت."

رفع رأسه نحو الغابة:

"لن أسمح لها أن ترحل مجددًا...
لن أسمح... أبداً.

....

كنتُ مرهقة إلى حدٍ لا يُحتمل. كل شيء كان متعبًا، جسدي، روحي... حتى ابتسامتي.
رميتُ نفسي على السرير دون تفكير، لكن... يجب أن أبدّل ملابسي أولًا.
سحبت نفسي بتثاقل إلى الخزانة، بدّلت ملابسي بسرعة، ثم عدت إلى السرير وغرقت في النوم كأنني أهرب من العالم.

في اليوم التالي...

نهضتُ ببطء، وعيناي بالكاد تفتحان.
لكن... ما هذا؟
غرفتي؟!
هذه غرفتي القديمة في عالمي الآخر... كيف؟!
هل عدت دون وعي؟ هل هذا حُلم؟ ولماذا لا يزال الحبل في مكانه؟!

ركضتُ نحو الباب، فتحت النافذة، كل شيء هنا كما كان.
أمي؟ أبي؟ أخي؟ لقد عدت؟!
عدتُ وحدي... كالسابق...
الذكريات تتزاحم... الشعور بالوحدة يعود بقسوة...

سقطتُ على الأرض. شعرتُ بيأس لا يشبه شيئًا عرفته.
هل هذه الحياة التي أستحقها؟ هل أستحق هذا الألم؟

صوت يطرق الباب...
نهضتُ بخوف، خطواتي بطيئة، قلبي مثقل.
فتحت الباب... كانت هناك، تنظر إليّ بدهشة وحزن.

...: ابتعدي.
نظرت إلى الغرفة، إلى الحبل... عيناها اتسعتا.

...: أ-أكنتِ... هل كنتِ تفكرين بالانتحار؟!
لو رآكِ أبي... لن يسامحك أبدًا!
أرجوكِ، تعالي للعيش معنا، أريا.

أريا: لا أريد.

...: أريا، أرجوكِ...

أريا: فقط دعيني وحدي قليلًا...

...: أريا... لا تموتي.

أريا: لن أموت... فقط ابتعدي، أرجوكِ.

...: حسنًا... سأراكِ غدًا، وعدًا؟!

أريا: وعد.

(أغلقت الباب ببطء، وجلست على الأرض مجددًا)
مهلًا... لقد مرّت ثلاثة أشهر منذ غادرت،
فلماذا هنا لم يمر الوقت حتى؟


Done
Thank you for reading 📖
بارت قصير😣....

آريـــا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن