قلعة الجنوب – بعد اختفائها بيومينكان الجناح الملكي غارقًا في صمتٍ خانق.
جدران القلعة الباردة، الممرات الخالية، وكل زاوية كانت تهمس باسمٍ واحد:أريا.
كان لوكاس واقفًا وسط مكتبه المبعثر، الأوراق ممزقة، الأثاث مقلوب...
كل شيء حوله يشبه حاله الداخلي: فوضى، احتراق، وهوس متصاعد.لوكاس (بصوت خافت):
"أين أنتِ...؟ أجبني يا من خطفتها..."رمى الكأس الزجاجي على الأرض فتناثر كرماده المتطاير.
مرّ يومان، ولم يغمض له جفن.
أرسل جواسيسه للشرق، للغرب... حتى للجبال الملعونة.
لم يترك بابًا إلا وطرقه، لم يترك ساحرًا إلا وهدده.لكنها لم تظهر.
جلس على الأرض كمن فقد صوابه، مرّر يده على مكانها المعتاد على الأريكة، كان لا يزال دافئًا كأنها تركت فيه جزءًا منها.
لوكاس (بهمس):
"كان يجب أن أربطك بسلاسلي... لا أن أُصدّق أنكِ ستبقين بإرادتك."نظر ببطء إلى السيف على الحائط.
"هل سأقتل لأجلك من جديد؟"
"أم سأُقتل؟"وقف فجأة.
ضرب الباب برجله، صاح على الحرس:لوكاس (بعنف):
"اجلبوا كل ساحر يمكنه استدعاء الأرواح أو شمّ رائحة السحر! ابحثوا في السماء، الأرض، الجحيم نفسه! أريدها هنا! حيّة! أو سأقلب هذا العالم رأسًا على عقب."كان يعرف في داخله... أن غيابها لن يمر بسلام.
كان يعرف أن الوقت يضيق، وأن أريا في مكان لا يستطيع الوصول إليه — بعدالقلعة لم تعد تنام.
الجنود متوترون، الخدم يمشون على رؤوس أصابعهم، وكل شيء ساكن إلا صدى صراخ الملك وهو يكرر اسمها في كل ركن:"أريااا!"
كان واقفًا على أعلى نقطة في القصر، الرياح تضرب معطفه الأسود والدم لا يزال على يده منذ أن كسر أحد المرايا بقبضته.
جلس على حافة الشرفة، نظراته تائهة...
"أين أنتِ؟ لماذا تركتيني؟"نظر للسماء الملبّدة بالسحب وكأنها تشاركه الاختناق.
لوكاس (يهمس):
"لقد اختفيتِ... دون صوت، دون وداع، دون أثر... حتى السحر لم يُمسكك.""هل حقًا ذهبتِ بإرادتك؟ أم سرقك أحدهم من بين ذراعي؟"
ارتجف إصبعه عند ذكراها.
كان قلبه يخبره بشيء لم يعترف به حتى لنفسه:
"أنت السبب. لقد أخفتها."لكنه رفض التصديق.
رفض أن يكون "الملك الطاغي الذي جعلها تهرب."فبدأ يشك بالجميع...
استجوب الحرس، الساحرات، حتى الطباخين.
كل من رآها في آخر ساعاتها في القصر كان تحت التحقيق... لكنه لم يجد شيئًا.حتى أقوى السحرة فشلوا في تتبع أثرها.
—
في اليوم الرابع، استيقظ من نومٍ قلق، وفي يده الوشاح الأبيض الذي نسيته على وسادته...
"هل ستعودين؟"
وضعه على قلبه.
وبدأ يفكّر في شيء واحد:"إن لم أستطع الوصول إليكِ... سأجعل العالم كله يصرخ باسمك حتى تعودي
في ظلال الغابة الكثيفة، حيث الضوء يتسلّل بصعوبة بين الأغصان المتشابكة، كان لوكاس يمتطي حصانه الأسود، ممتلئًا بالغضب والقلق والحنين. لم ينَم منذ يومين، ولم يهدأ له قلب منذ لحظة اختفائها من بين ذراعيه... لا أحد يجرؤ على الحديث معه، ولا أحد يعلم إلى أين هو ذاهب.
كان الطريق موحلًا، لكن وقع خطوات الحصان كان صلبًا وهادئًا، يُشبه صاحبه. هيبته تسبق صوته، وجماله الصارخ يربك كل من يراه، عيناه كانت مهوووسة... تبحث عن شيء واحد: أريا.
توقّف في منتصف الطريق، نظر للسماء التي بدأت تمطر بلطف، خصلات شعره التصقت بجبهته، وهمس وهو يترجّل عن حصانه:
لوكاس:
"أين أنتِ، أريا؟ كنتِ هنا بين ذراعي... لماذا تركتِني؟ هل كنتِ تخافينني... أم تخافين أن تحبيني؟"أخذ نفسًا عميقًا، ثم سحب أحد الخواتم من إصبعه، نقشٌ قديم يحمله منذ طفولته، وغمغم:
لوكاس:
"أقسم... إن كنتِ على قيد الحياة، فسأجدك. وإن كنتِ متِ... فسأُحرق كل من أخفاكِ عني."رفع يده، وانطلقت منه شرارة سحرية قوية اخترقت الهواء، واهتزت الأشجار من حوله كأنها تهمس:
المهووس يبحث عن محبوبته... والهلاك يتبعه.Done ✅
Thank you for reading 📖
عجبكم البارت؟
بارت عباره عن ماكس
البارت قصير؟ولا؟

أنت تقرأ
آريـــا
Fantasíaماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن ، .. .. روايتي جهدي الشخصي 😚 8/12/2023 ... #1التاريخية #3الروحانية