٣) مَهلًا يا أمِّي!

116 18 39
                                    

منعمٌ أنتَ بصحةٍ أو فراغ؟
اغتنم إذًا...قبل أن تُغبَن!

.
.
.
.
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

.
.
.
.
.

هناك المناسب، وهناك الأنسب.

.
.
.
.
.

أخذَتْ خطواتها لتجلس على سريري تشير إلي بالمثل. فعلتُ ما طلبت لتبدأ حوارها: "عمك..."

لدي خمس أعمامٍ بالمناسبة.

أكملَتْ وقد أملتُ أن تحدد في جملتها القادمة: "يود تزويج ابنه"

أرى بالفعل أين سيصب مجرى هذا الحديث!

"أماه، لدى كلِّ عمٍّ من أعمامي ثلاثةُ أبناء على الأقل"

بدا أنها تنبهت لذلك توًّا، لتقول موضحة: "بدهيٌّ من أعني! إنه عبد الله، أكبر أبناء عمكِ أحمد"

نعم، كم هذا بدهي.
الشاب البر بوالديه، الدكتور الجراح، ذو الثلاث والثلاثين عامًا، مضرب المثل في العائلة، حبيب جدته وحفيدها المفضل.

"تقبَّلت زوجة عمي فكرة تزويجه أخيرًا؟"
ظننت أني حادثت عقلي الباطن، غير أنني نطقت بذلك علنا.

صمتت أمي قليلا قبل أن تجيب: "بلى، وهي بدأت بالبحث له عن أفضل عروسةٍ في كل البلاد"

"حسبَ معاييرها طبعا"
علي أن أمسك لساني هذا بملقط.

عاودت أمي الحديث بعد أن انعقدت تعابيرها قليلا: "هذا صحيح، هي تبحث منذ ثلاثة أشهر ولم تظفر بما تتمنى بعد"

إلى الآن، كنتُ أحاول ألا أفهم، لكن بعد تمعن أمي فيّ وقولها التالي أدركت أنه لا يمكنني تمثيل غير ذلك: "صرتِ في الثالثة والعشرين بالفعل، وقاربتِ على إنهاء شهادتك الجامعية، وأنتِ ابنة عثمان الخضرمي، وكان لأبيكِ في عائلته مكانة، وكان له في مجتمعه سمعة"

سألتُ فور قولها: "هل زوجة عمي هي من ذكرَت اسمي؟"

صريحة معي كما دوما أوضحَت لي أمي: "ليس تماما، يبدو أنها يئست من بنات الناس، فهي تمضي الآن بتقييم كلِّ حفيدات جدك، وبات الدور عليكِ"

كدت أضحك، بل إني ضحكت!
قلت أحاول إيقاف ضحكي: "أماه! كيف لها أن تفكر فيَّ أصلا!؟ أليسَت من كانت تسميني طويلة اللسان شبيهة الإنسان؟"

"صدقيني استغربتُ من ذلك بدوري! لم تطلب أي شيء محددًا علنا بعد، لكنها تصر على زيارتنا بعد يومين من اليوم!"

لَو كَانَت رِوايَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن