٨) انصَافًا يا لائِمي

119 13 47
                                    


رؤياكِ لي بعد التوبةِ، لا يعني أنني كنت دومًا كما تراني الآن...

.
.
.
.
.
أنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، كيفَ سَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في النَّجْوَى؟ (قالَ: يَدْنُو أحَدُكُمْ مِن رَبِّهِ حتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عليه، فيَقولُ: أعَمِلْتَ كَذَا وكَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ، ويقولُ: عَمِلْتَ كَذَا وكَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ، فيُقَرِّرُهُ، ثُمَّ يقولُ: إنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليومَ).

من صحيح البخاري، وأخرجه مسلم (2768)

.
.
.
.
.
.

لقد قررتُ قراري بالفعل، بعد الاستخارة مع سنة الفجر وقبل الذهاب إلى الجامعة، كنتُ قد قررتُ ماذا سأفعل بزيارة زوجة عمي.

لقد وجدت في الحبكة ثغرة!
وبالتأكيد سأستغلها!

ذاك سمح لي بالتوجه إلى الجامعة بقلبٍ مرتاح ولله الحمد، حتى رغم الرسالات المريعة والتهاني المبكرة التي سهرت أقرأها حتى توصلت لفكرتي الرهيبة.

دونتُ تعهدي في كتاب (تعهدات ومقاصد والخالق شاهد)، توثيقًا مني لعزيمتي واحتفاظًا بدليلٍ لمحاسبة نفسي في حين أحببت التعذر بالنسيان أو عدم عقد النية الصريحة.

حين استعددت كان تمَّام مستعدًا قبلي كالعادة ولا أذكر أنني سبقته قط. لكنه هذه المرة كان مرتديا زي عمله.

"هناك ورشة عملٍ لكَ اليوم؟"

يحمل قبعة البناء الحامية وقابضا مفتاح السيارة أجاب: "بإذن الله"

كان هذا أول عملٍ جسديٍّ حقيقيّ يستلمه تمِّام منذ وفاةِ والدي رحمه الله. رفق به مدير المشروع ليسلمه أجزاء العمل البحثية والمكتبية حتى حين.

غير أن أخي كان ليفضل العكس...

لم أعلم كلَّ ما أردت أن أعرفه، لذا أضف سائلة: "هل يعني ذلك أنك قد تتأخر؟"

فاتحًا الباب يشير لي بالمضي أجاب: "نصف ساعةٍ إن زادت"

"يعني لا تستطيع أن تتأخر؟"
قلت أحاول اصطناع النظرات البريئة التي يفترض أن يخضع بها، ولكن، عبثًا أحاول مع تمَّام...

فهم مقصدي ليقول يشير لي بالذهاب إلى السيارة دون محطات: "ما كان ذلك ليكون مقبولا ونحن على موعدٍ مع زيارة بيت عمي"

"نصف ساعةٍ فقط!"

"ولا دقيقة بالعمد!"

لَو كَانَت رِوايَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن