ذكرى لامعة| فصل الثالث

34 4 1
                                    

جلست على العشب تقابل البحيرة، المكان هادئ فقط صوت خرير المياه و العصافير تشدو. تضم رجليها لصدرها بينما تحدق في اللاشيء. حقيبتها مرمية بإهمال وكذا سترتها بعد ان نزعتها.

" بلير"

لست فارغة من الداخل.... انما اجد نفسي مشوشة لأنه في الوقت الذي أريد أن أقول كلاما ناعما. اجد نفسي كالنمرة، لا يهمها سوى ان تنقض على فريستها بمخالب امرأة مغرورة النفس...تحقن وريدها كل يوم بدم التكبر قبل نزولها الى الشارع وقبل مواجهة الآخرين بكل قسوتها، نعم اعترف اني في اللحظة التي اود فيها ان أكون ملاكا، يهمس شيطاني انه لا مكان للملائكة على هذه الارض. الناس اشرار حتى انا معهم لا توجد للبراءة، ولا توجد الملائكة بينهم.

لا اعلم لما استشطت غيضا وصرخت بتلك الطريقة بعد كلام الاستاذ. لكن وجدت نفسي اصرخ في وجهه ثم صفعت الباب وخرجت. أشعر ان العالم فارغ.
لما ما اتمناه لا أحصل عليه، قد يراني البعض مجنونة لقولي ذلك، عائلة روتشيلد وفرت لي كل شيء حتى أنها وضعتني كأميرة.

طبعا هذه من محاسن ان تلد في عائلة من اصول نبيلة. نسيت ان احكي لكم قصتنا.

عائلة روتشيلد عائلة ارستقراطية من اصول فرنسية، عائلة تنتمي الى اغنياء ونبلاء فرنسا... جدنا الاكبر كان من بين احد الحكماء هناك لكن بعد الحرب العالمية الثانية واحتلال ألمانيا وغزوها لفرنسا هاجرنا كعائلة الى هنا. الى انجلترا. انتمي الى عائلة يذاع عنها انها غنية غناء فاحش، وانا كنت اميرة تلك العائلة والحفيدة الاولى. عند ولادتي ارقام ابي حفلة لمدة شهر بسطت فيه الموائد وتقدمت فيه الورود في كل مكان. لقد قالت أمي أنه ذلك اليوم كان يوم ربيعي مشمس لقد كان السابع والعشرين من مايو. الزهور متفتحة تعبق الحديقة والشمس تبسط خيوطها الذهبية تداعب مياه النافورة لقد كان كل شيء مثالي حتى الجو اتفق على مثاليتي.
لم يتم رفض لي طلب منذ صغري لقبت بالاميرة المدللة، لم اصادق الناس ولم يصادقوني.

أحيانا أحب أن اعيش حياة طبيعية، كأن اخرج الى الشارع وحدي اتناول المثلجات والتقط الصور، ربما كان يمكن أن يكون لي حبيب. نشابك اصابعنا و نمشي بجانب البحر.

لكن عالمي لا يسمح بذلك، كوني بلير روتشيلد لا يسمح بذلك. ان تنتمي لعائلة ارستقراطية يعني أن تقامر بحياتك، أن تعيش كما هو مخطط لك لا خروج عن الخطة.

_______________________________________

كنت اود العودة للقصر لكن الان أظن اني ارفض الخطة، سأذهب الى القاعة وفقط.

ركنت سيارة الرياضية جانبا ثم نزلت، كنت الان قبالة اشهر قاعة رقص هنا. الأنوار الصفراء تنير جزءا من الطريق فقط بينما البقية يعمه الظلام. الهدوء فقط صوت كعبي يسمع هنا، لا أحد في الداخل. فتحت البوابة الرئيسة لتصدر صرير مزعج اصبتني القشعريرة منه. دخلت بعد ثواني لمحت ظلا اسود بجواري، هذا ليس ظلي!!
استدرت لكن لم يكن هناك احد، واصلت السير حتى وصلت الى قاعة تغيير الملابس، كانت هذه الغرفة خاصة بي تحتوي على فساتيني التي اعتدت التدرب بها سحبت احدهم وارتديته ثم نزعت كعبي ولبست الحذاء، وخرجت الى القاعة.
اضواء المسرح مشغلة بينما ملايين الكرسي الشاغرة تقابلني، اواجهها وتتحداني.

بريق اميرة|Princess Sparkle حيث تعيش القصص. اكتشف الآن