اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
من أحد أغرب المشاعر التي يمكن أن يشعر بها الإنسان هو الحزن عقب فقدان أحدهم .. شعور الفقد تايهيونغ يتذكر جيداً عدم بكائه عندما توفيت والدته .. يتذكر كيف كان متماسكاً و متولي ترتيبات وفاتها كما تمنت هي أن تكون يتذكر عدم بكائه عندما احتضنه الجميع ، ينعوه فقد والدته ، عدم بكائه ليلاً عندما ذهب للنوم .. عدم بكائه عندما استيقظ مدركاً أن ذلك كان واقعاً وليس حُلماً .. يتذكر عدم بكائه عندما شاهد والده يبكي لأيام متتالية خلسة في غرفته ، عدم بكائه عندما أصبح يعود كل يوم الي منزل يخلو منها .. كيف كان يحتضن والده و شقيقته لكي يشعروا بوجودها مجدداً .. لم يبكي رغم معرفته أن والده و شقيقته يروها فيه .. كيف يبدو هو كأثرها في الحياة قبل أن تتركها كما تم إخباره
وذلك ما يجعل الحزن شعور غريب .. تايهيونغ لم يشعر برغبة في البكاء أمام كل هذا و لم يبكي عندما ترك منزله و التحق بالجامعة في مدينة أخرى .. لـينهار في زقاق ضيق عاتم عندما رأى مجموعة من الناس ترقص على أغنية ما ، أغنية شاهد والدته تدندن عليها متمايلة وهي تعد القهوة و تخبره كيف كانت تذهب للملهي خُلسة في الثمانينات .. يتذكر كيف جلس بجانب الحائط كالطفل الصغير في مدينة غريبة يكتم صوت شهقاته بيده .. يرجف لعامٍ كامل لم يبكي فيه ، يذكر أيضاً كيف أمطرت السماء و كم كان ممتن أن تخفي السحب فعل عينيه .. كيف نظر للسماء وتبسم بشفاه راجفة شاكراً والدته على تغطيتها لأخطاءه مجدداً.
استيقظ تايهيونغ في غرفته تحت اغطتيه ليس في زقاق ، يستمع لصوت هاتفه يرن بنغمة لمعزوفة قريبة لقلبه ، صوت المطر يطرق نافذته مما جعله يشرد و يرجف جسده تقديساً للحظة يُطهر بها العالم .. أغمض عينيه لا يتمنى سوى أن يكمل نومه ، قبل أن يُجِيبُ الهاتف ' همم ؟ '
' كيم هل انت نائم ؟ انها تمطر ، الجو بارد و أنا بالنادي منذ أكثر من ساعة ' فتح تايهيونغ عينيه قليلاً ينظر إلى الهاتف ، من أين أتى جونغكوك بـ رقمه .. جيمين بنسبة كبيرة
' كيم ' عندما لم يجيب تايهيونغ يستمع إلى صوت أنفاس جونغكوك المهتزة ، آتاه صوته مجدداً
' قادم ' قبل أن يقطع الاتصال
لا يمكن لتايهيونغ إنكار أن الخروج في طقس كهذا له مميزاته ، هل لا يفضل البقاء في غرفته؟ بلى ، لكن لا شئ يدفعه للنهوض سوى رغبته في التزلج بشدة .. أنها أحد تلك الأيام التي يتوق بها كل ما يربطه بالواقع .. عندما دخل تايهيونغ حيث الساحة والتقطت أذنه صوت موسيقى عذبة ناعمة .. بشكل ما تتلائم مع الطقس كان اول ما قابله هو هيئة جونغكوك الذي يدور حول نفسه بسرعة قصوى مغمض العينين استمر في السير حتى لامست أنامله برودة سياج الساحة المعدنى و سرعان ما تراجعت يديه إلى جيوبه مجدداً .. يشاهد
