الفصل الاول

13 0 1
                                    

لمشاهدة الرواية ارجو زيارة المدونة الخاصة على الفيس بوك ( أطياف روائية) من خلال هذا الرابط..الموجود فى أول تعليق وشكرا

عندما تفقد الفتاة عائلتها تصبح كورقة شجرة سقطت في يوم عاصف تتلقفها الريح لتلقي بها أينما تشاء ربما تسقطها في بركة من الطين لتداس بالأقدام فتتحلل كأي شيء كان حيا ذات يوم أو ربما تسقطها في بحرا لتقذفها الأمواج على ضفاف جزيرة يسكنها أكلي لحوم البشر فتكون وجبة طرية ولذيذة لأحدهم يسلب منها روحها وينخر عظامها ومن ثم يلقيها فيتحلل ما تبقي منها ويندثر كما لم تكن ولن يشعر بها أحدا، وسأعتبر نفسي محظوظة قليلا هذه المرة فقط ، حيث القت بي الريح في طريق رجلا ساقته الاقدار إلي لأصبح من الناجين على عكس أول مرة لا. لا المرة الثانية لحظة لأتذكر ... لا بل الثالثة ، حسنا دعونا من حصة الإحصاء هذه فأنا لست ممن يهتمون بالرياضيات فقد حصلت على بكالوريوس تجارة بشق الأنفس فلم أكن تلك الفتاة الخارقة المولعة بتحصيل أعلى الدرجات لا لم يستهويني الأمر ، بل استهوتني السباحة فأصبحت شغفي عرفته عن طريق الصدفة كانت واحدة من تمارين التعافي النفسي التي ينصح بها الأطباء النفسيين الذين تنقلت بين بعضهم خلال رحلتي العلاجية ..

دقت الساعة لتعلن عقاربها عن حلول منتصف الليل وأنا اتقلب على جانبي كأنني أستلقي فوق كومة أشواك أو على وادي من النمل قد سكن فراشي ليؤرق مضجعي طردت انفاسي بضجر لأعبر عن مدي ضيقي وفشلي في أن تستسلم أجفاني لسلطان النوم وعلى ما يبدو أنه لن يأتي الليلة استقمت جالسه أنظر لزميلاتي في الغرفة بالمسكن الجامعي الراقدات في سباتا تام وقد خلا المكان من الهمس عدا من أصوات غطيطهن في النوم آها لو تعلمون كم أحسدهن على سكونهن هذا.

نهضت وألقيت بجسدي فوق المقعد خلف المكتب الصغير في زاوية الغرفة القريبة من الباب ثم أخرجت دفتري من أحد أدراجه وأمسكت بقلمي الذهبي الذى أهداه لي السيد رأفت طاحون عندما حصلت على المركز الأول فى بطولة الجامعات لسباحة منذ شهر والذي أتاني زائرا قبل ساعات ليخبرني بضرورة عودتنا إلى أرض الوطن ليحقق رغبة زوجته بعد غربة دامت لثماني سنوات.

بالمناسبة وقبل أن أنسي السيد رأفت رجلا لم يناهز الستين من العمر هو القائم برعايتي كيف؟ ولماذا؟ أنا لا أعلم ، كم من ساعات قضيتها في البحث عن أجوبة فلم أجد لا يهم الأن فليس هذا وقتها.

أخذت اقلب القلم بين أصابعي لا أعلم من أين ابدء سرد حكايتي ، يشغلني سؤال واحد هل تستطيع الأحرف والكلمات التعبير عن ألم الروح المتهشمة بداخلي كشظايا زجاج تناثرت واخترقت خلاياي جعلتها تتقرح ؟

بقيت على وضعي وحيرتي لدقائق لا أعلم عددها لم أجد كلمات اسطرها في دفتري توصف مرارة ما مررت به ، داهمني طوفان من الألآم والأوجاع التي فجرتها الذكريات في رأسي وقلبي بعد قرار العودة هذا. ليتهم يذهبون ويتركوني هنا.

سأكتفي بدمعي وحزني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن