الفصل الثاني

5 0 0
                                    

لم أتوقع يوما أنني سأعود لاسكن فى نفس الشقة التي شهدت معاناتي لكن ما بيدي حيلة هى المناسبة نظرا لكونها بجوار السيد رأفت وزوجته وابنه "أسرتي المزعوم" حسنا لأتحمل شيئا من أجلهم شعرت بانقباض قلبي بعد أن فتحت الباب أغمضت عيني ووضعت يدي على أذني لدقائق أكتم بها صوت صراخ وبكاء ينبعث من داخلي ثم ابتلعت ريقي وخطوت بعض الخطوات المهتزة بحزر أتجول فيها هدأت اضطرابات قلبي وضجيج عقلي قليلا بعدما وجدتها مختلفة تماما عما كنت اسيرتها ، ألوان الجدران والأثاث الستائر .... إلخ تغير كل شيء تقريبا وهذا طمأنني قليلا.

فتحت باب الشرفة واقتربت من السياج الفاصل بين الشقتين وانسابت دمعه حارقة من عيني لم أستطع منعها عندما طفت على السطح ذكريات حديثنا الممتد لساعات بيني وبين رهف الحقيقية ماذا فعلت لتدفع حياتها ثمنا لطيبة قلبها يالا القدر.

ذهبت إلى النوم منهكة القوي بعد عمل يوما طويل قضيته فى ترتيب ونقل الأشياء ووضعها فى أماكنها فى الشقة كما أريد لا أعلم كم ساعة وأنا مستغرقة فى النوم لكني استيقظت على كابوس مفزع كالعادة منذ عودتي من الخارج نظرت فى ساعة هاتفي وجدتها الثانية بعد منتصف الليل وضعت يدي على بطني أستمع لصوت قرقرتها من الجوع فنهضت واغتسلت ثم توجهت للمطبخ لاري ما أكله وأثناء ذلك طراء إلى ذهني تلك الأفعى الكبيرة السوداء التى رأيتها فى منامي تدخل وتخرج فى مكتب السيد رأفت كانه جحرها شعرت بالخوف عليه هززت رأسي أقول :- مجرد حلم.

لم أفضل الخروج اليوم لذى قضيته كله فى الشقة حملت كوب النسكافية الذى حضرته الأن وخرجت إلى الشرفة وبدئت بترتيب أفكاري وتحديد نقاط البدء فى مشروعي لم أدرك أن الليل قد انتصف سحبت نفسا عميقا ونظرت إلى القمر بين أحضان السماء وبعض النجمات الصغيرات حوله يتألقن ترى هو من أعطاهن هذا التألق كونه معهن أم هن من جعلوه جميلا بوجودهن حوله ؟! أتعلمون ؟ لا يهم الجيد في الأمر أن كلاهما لم يعاني من ألم الوحدة فليبقوا هكذا أبد الدهر الهاما وشغفا لساهرين .

ذهبت لنوم وأنا أتمني أن احظي بالقليل من الساعات الهادئة دون أن تهاجمني الكوابيس كالعادة ولكن هيهات.

أتي المساء فارتديت ثوبا أنيق وذهبت لحضور حفل السيدة عتاب والتي لازالت تحمل داخلها ما كان من سخط تجاهي لأعوام علاما يبدو أن السيد رأفت يضغط عليها كثيرا لأنها تبتسم لي عندما ينظر إلينا فقط ، ربما هذا أثر إقناعه لها الذى تحدث عنه ، تعرفت على هذه وتحدثت مع تلك وذاك وكان حفلا أكثر من رائع وجو إجتماعي مدهش افتقده تمنيت لو لم ينتهي لكن كل شيء له بداية .. له نهاية حتمية.

بدأت العمل على مشروعي بمساعدة السيد رافت فيما يخص الشؤون القانونية وكنت سعيدة أخيرا وجدت نفسي فى شيء أفعله متناسيه خيالات الماضي عن عمد لكنها لم تنساني تزورني ليلا كضيف ثقيل يأتي فى وقت غير مناسب دون موعد.

سأكتفي بدمعي وحزني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن