بارت 1

1.5K 36 17
                                    

ما أبشع أن تكون الحياة قاسية ظالمة ... بشعة ... لكن مع أشخاص طيبة ... ... و نقية .... ليس دائما يكون الظلام مخيما ... لكن في حياة هذه المسكينة ... لم تكن السعادة مرحبة بها أبدا .... منذ ولادتها ... وهي تقاسي مأساة الدنيا ... بقلب طفلة تخلوه الشوائب
تقف داخل المشفى بجسد منهار .... أمام تلك الغرفة متصنمة تماما بينما مقلتيها المبللة كالبحار ممشوقة على بابها دون حركة ..... أنفاسها مقطوعة و ابتسامتها معدومة .... كأنها خالية من الحياة تريد أن تصرخ و أن يسمع العالم بأكمله شهقاتها التي تذبح صدرها لا.. تتعبي نفسك امي .... لا داعي لتجيبيني .... ارتاحي ارجوك .... لتبتسم والدتها بخفة بينما تنزع عنها قناع الأكسجين هامسة بتقطع لا تقلقي علي .... أنا بخير ..... لا تبكي ..... لتنفي هيرا بسرعة وتكمل بكلمات كاذبة: أنا لا أبكي .... لا تخافي ... ستكونين بخير .... أعدك بذلك لكنها لا تقدر على التعبير عن ألمها حتى .... فمن تقبع داخل تلك الغرفة تكون حياتها بأكملها و سبب قوتها الضئيلة .... رفعت يديها الناعمة ماسحة دموعها التي أوشكت على الجفاف من كثرة نزولهم .... لترسم ابتسامة لتمسك المقبض كاذبة بينما تأخذ نفسا عميقا تجمع به شتات نفسها بارتعاش طفيف وهاهي تديره أخيرا لتفتح الباب رادفة بعمق صوتها الرقيق:أمي ..... حياتي ...... و هنا التفتت تلك الخمسينية بصعوبة إلى ابنتها و تلك النظرة الحنونة طغت عليها رغم تعبها الشديد .... لترفع يدها المليئة بالأسلاك الطبية وهي تنبس بهمس من أسفل الأكسجين : هيرا ...... صغيرتي هرعت لها تلك الجميلة بكامل جوارحها .... لتركع على الأرض معانقة يدها الممدودة بين كفوفها الصغيرة رادفة بخنقة لتقاطعها أمها بإرهاق شديد بعد أن ربتت على خصلاتها اللامعة برقة: لا تحاولي الكذب علي ..... انتي صغيرتي وأعرفك مثل كف يدي .. ليت الحياة تفهم انك نقية كالماء ..... أنا أتوجع عليك يا حبة قلبي .... لم تنصفك الحياة و تعذبك بقدر طيبتك ..... لكن لا تخافي .... ستلمسين السعادة يوما و ستنسين كل هذا .... فقط عديني انك ستصبرين ...... لا أريد أن أتعذب في قبري
خوفا عليك
لتنبس تلك الفاتنة ببكاء بعد أن انعدمت قوتها أمام كلمات والدتها الأخيرة وهي تقبل كل انش من يدها: اتوسل اليك امي ... لا تقولي هذا الكلام مجددا .... انتي لن تتركيني .... لم يبقى لي في الحياة غيرك .... ستشفين ... انظري

لقد وجد الأطباء متبرعا بالقلب لأجلك .... و ستجرين غدا عمليتك
لتقاطعها تلك الخمسينية بقلق: كيف ذلك .... نحن لا نملك المال ... العملية الخمسينية بقلق: كيف ذلك باهضة الثمن .... كيف ذلك .... لتنبس هيرا ببراءة: لا تقلقي أمي ... لقد وجدت عملا عند أناس أغنياء .... ساعدني العم بارك على ايجاده ... و سأبدأ اعدك بذلك اليوم ..... ستجرين عمليتك .... و تتعافين ... اعدك بذلك .... فقط ارتاحي

و لا تتعبي نفسك حسنا ؟!
لتردف أمها بتحسر: صغيرتي .... انا اسفة جلبتك لهذه الحياة القاسية و انتي ضعيفة وبريئة وتركتك تصارعينها بمفردك .... أردت أن اوفر لك حياة طيبة مثل جميع الفتيات لكنني ..... لتباغتها هيرا بحزن ارجوك امي لا تقولي هكذا ... أنا سعيدة لانك أمي ..... ستشفين و سنعيش أياما جميلة معا .... أنا أحبك كثيرا .... أكثر من أي شيء في هذه الدنيا
لتبتسم لها الأخرى وتجيبها بصعوبة بسبب تنفساتها التي بدأت بالتباطؤ: و أنا أحبك كثيرا ..... فأنت أجمل شيء حصلت عليه ... انتبهي على نفسك و زوريني كل يوم ... لا تجعليني اقلق عليك ..... لتستقيم تلك البريئة و تعيد لها قناع الاكسجين مقبلة جبينها بعمق لتردف بأدبها المعتاد: سأفعل غدا سآتي للعملية ... سأكون بجانبك ..... أنا أعدك ..... ارتاحي الآن يجب

أن أغادر
لتقبل كفها أيضاً و تبتسم لها بحب بعد أن وضعت يدها أسفل اللحاف الأبيض بحذر لتلتفت وتغادر الغرفة متوجهة إلى عملها ... إلى تلك الوجهة التي ستغير حياتها رأسا على عقب ...... فمالذي سيحدث و مالذي ينتظرها هذا ما تجهله تلك البريئة التي لم ترى السعادة في حياتها يوما.

في مكان اخر....
بين ثنايا ذلك المكتب الفخم ..... الذي يتغنى برائحة عطره القوية اختفى نور النافذة خلف طيفه الشاهق هناك أين يقف أرعب مخلوقات الأرض بهالته التي ترعب كبيرهم قبل صغيرهم .... يده الضخمة المليئة بالعروق تمسك كأس نبيذه بتغزل .... أما صقراوتيه الداكنة متسلطة على

حديقة قصره كفوهة مسدس قاتل
كان الصمت كل ما يسمع داخل المكان مازاد من رعبة ذلك الوسيم الجالس على الكرسي برجولة بينما ينتظر منذ نصف ساعة أوامر ذلك المتجبر الذي ناداه و فضل الهدوء ..... و هدوءه هذا لا يبشر خيرا .... ليردف الآخر بعد

نفاذ صبره مالأمر غُياث .... لما طلبتني
هاهو أخيرا يحرك رقبته الضخمة باتجاه اليمين .... تحديقاته لا توصف .. و معالمه تكتب جحيما سابعا ..... ليخرج أخيرا صوته المتشبه بضربة برق عنيفة ماللعنة التي فعلتها بالأمس ..... و بمجرد هذه الكلمات الثلاث فهم الأخر سبب وجوده أمام ابن عمه بهذا الموقف ..... ليردف بتحمحم فعلت ما أمرتني به ..... أنا .....
ليبتلع باقي حروفه عندما استدار ذلك الشيطان بنصف عين جاعلا من اوصال ذلك الوسيم تتجمد رعبا رغم تصنعه البرود ... و بدون أي جهد من الزعيم أنهى الآخر بسرعة : لم أقصد ايذاءها ..... أردت فقط معاقبة

ذلك اللعين و جعله يفهم مع من عبث ...... لن أعيدهاليلاعب لسانه داخل جوفه مكتفيا بالصمت بعد اعتذار ابن عمه ... فطوال فنظرته حياته كانت سوداوتيه من تلقي الأوامر دون عناء الكلمات تجعل المستحيل يتحقق في ثانية .... و من شدة رعبه ... لا يستحق أن يتفوه بحرف حتى تتنفذ أوامره فورا .... لينبس بنبرة هزت عرش ذلك المكان برمتههذه المرة سأعتبر نفسي غافلا ... يَمان ... لأنني أعرف انك .. لن تجرؤ على التفكير في اعادتها ..... و افهم أننا لا نلمس النساء أو الأطفال فكن عاقلا .... و لا تجبرني على نسيان قرابتنا مفهوم .... ليوما الآخر مجيبا بكل حقد و نظرات تتمنى موت الآخر مفهوم ..... ليستقيم مكملا

بحدة: إن كنت لا تأمر بشيء آخر ...... فسأغادرليرمقه ذلك الشيطان

بتحديقات لا تفسر لثواني معدودة .... ثم يؤشر له بجمود كأن لا أحد ... جاعلا من جاي يتحمحم باحتقار و يغادر مباشرة في العالم غيره ليرتشف غُياث كأسه دفعة واحدة و يضعه رافعا هاتفه الثمين بتزعم:
هل وصلت ؟! .... ليأتيه صوت حارسه بجدية : أجل زعيم ... لقد وصلت الآن .... هل تأمر بشيء !؟! .... ليردف الشيطان بخشونة: أخبرها بما يجب عليها فعله .... و أن تنتبه جيداً ...... سآتي مساءا ... ليجيبه الآخر بطاعة: كما تأمر زعيم ..... فصل الخط ليضع هاتفه فوق مكتبه معيرا اهتمامه إلى

الباب الذي انفتح دون طرق.......
يتبعع اتمنى تدعمونيي 😞👍🏻 احبكممم

غُياث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن