بارت 3

241 8 1
                                    

يدها الصغيرة بحب لتستقيم وتغطيها جيدا .... نظفت بقايا الأدوية من على الطاولة لتدخلهم إلى الغرفة الخاصة بالتمريض ....
غسلت يديها لتخرج بينما تحمل هاتفها كي تطمئن على أمها ...... و لكن في لحظة خاطفة انفتح باب الغرفة دون اذن ..... و ليته لم يفتح ...... لتفزع و يسقط الهاتف أسفل قدميها

ارادت أن تحمله لكنها تجمدت في مكانها عندما ظهر أمامها ... لم تعلم مالذي حدث لها ..... كأن قبضة ضخمة تعتصر قلبها بقوة .... لم تقدر على الحركة أو التنفس وهي تراه يتوغل بطلته التي تسلب الأرواح .... لم ترى في حياتها شخصا مرعبا كهذا الشيطان الواقف أمامها ليجعلها تموت في أرضها

ملات رائحته القوية المكان بمجرد دخوله ...... أما هو فكانت نظراته المميتة تخترق أخته الصغيرة بإهتمام ...... إلى أن انتبه على أنفاس غيره في المكان .... ليوجه نظراته إليها و ليته لم يفعل انتفضت لتنزل رأسها بصدمة ثم تعيد النظر إليه بسرعة كأنها لص انكمش بفعلته ..... رفع حاجبه الخشن بخفة بعد أن اخترقها من فوق إلى تحت ولاحظ ارتجافها الشديد

ليبدأ في التقدم منها بخطوات زلزلت نابضها و زادت الطين بلة حتى أحست أنها ستهرب من المكان دون عودة ..... لكن تخدير أوصالها منعها .... وقف أمامها إلى أن أصبح جذعه الضخم يغطيها بالكامل .... بينما يناظر فروة رأسها لفارق الطول الشاهق ....
ليردف بصوته الشيطاني: انت الخادمة الجديدة !؟! ..... لتومأ تلك المسكينة دون القدرة على رفع رأسها .....

ليميل بوجهه المحتد قليلا و يكمل ببحة خشنة: ماهو اسمك ؟
هيرا ..... أردفت بصوتها الناعم
تزامنا مع رفع رأسها لتتلاقى عينيهما للمرة الأولى ..... و في هاته اللحظة .... اختفت جميع الأصوات من حولهما فقط نبض قلب أخته الذي تبثه الالات من يسمع كالموسيقى .... لم يسمع يوما صوتا كرقتها و لم يرى في لمعة عينها .... كانت بريئة و نقية لدرجه جعلت من ذلك الشيطان مشتتا للحظة يناظرها لثواني معدودة ....
حتى نبس بجمود : تعلمين ما عليك فعله اليس كذلك ؟! ....
حركت رأسها بإيماءة لتجيب بعفوية: أجل سيدي .... حرك كتفيه برجولة طاغية بعد أن أنزلت تحديقاتها عن ناظريه مجددا و كم كانت ناعمة و مؤدبة لتشبك أصابعها الرقيقة معا
مكملة بارتباك:إن كنت تريد .... سأترككما بمفردكما حتى تغادر ..... لا أريد ازعاجكما

كان سيجيبها ....... لكن فجأة ..........التفتا
معا عندما علت أصوات الالات الطبية و بدأت تلك الصغيرة في الارتجاف و كأنها في هستيريا جنونية .... لتضع هيرا يديها على ثغرها بصدمة عندما اتجه ذلك الشيطان إلى أخته كالبرق الواهج .... رفع رأسها بين ذراعيه

المعضلة بينما يصرخ بجنون
كأنه فقد عقله: سانا صغيرتي ... افتحي عينيك
كان يلمسها برعب و صقراوتيه تجول بينها و بين الالات التي لم تتوقف عن الصفير ......
ليصرخ بصوت زلزل القصر بأكمله : ايها اللعنة .... أين أنت.... أما هيرا ..... فكانت ترتعش و دموعها كالشلالات من شدة الرعب الذي تراه و كأنها تناظر ملك الموت و لا تستطيع فعل شيء .... أو مساعدة تلك الصغيرة ليدخل الطبيب راكضا ووجهه مصفر كأن روحه غادرت جسده ليهرع إلى الآلات و هو يحاول فعل شيء قبل أن تحدث كارثة

غُياث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن