الفصل الأول

43 4 16
                                    


٧ مايو ٢٠٢٤

القصة مستلهمة من مختلف الأعمال التي تركت اثر كالروايات، العاب الفيديو، الافلام وغيرها من الحبكات الملهمة في عالمنا.

مطالعة مليئة بالتخيُّلات الشيقة.

-

كانت حياة لايني مملة وروتينية.

على عكس الفتيات في مثل سنّها، كانت تتودّدُ إلى ساحة الخردة كل يوم. لطالما كانت مولعة بجمع مخلفات المصنع، المفكات القديمة، البراغي الصدئة، حديد ملتوي، وإن حالفها القليل من الحظ يكون بعضها جديدًا لكن متآكل الأطراف بعض الشيء.

"سيفي بالغرض، بعض التعديلات الصغيرة و ستصبح جديدة."

سحبت القماشة الكبيرة التي تلفها حول جزء من كتفها و خصرها على شكل داعمة للرُضّع لتضع داخلها ما قامت بجمعه خلال هذه المدة القصيرة منذ وصولها إلى هنا. كان هناك مفتاح رقم سبعة عشر و آخر رقم ثمانية عشر، كلها كانت كبيرة، كانت بحاجة إلى رقم عشرة لتسطتيع تثبيت الداعم على الآلة التي تعمل عليها منذ أشهر.

مسحت أثر العرق على جبينها وهلمت إلى الجهة الأخرى من الساحة. كان المكان كبيرًا و مزدحمًا بكميات هائلة من الخردة، أطنان من الحديد المرتصة فوق بعضها البعض، و العديد من الأسلاك الكهربائية المتشابكة والمتداخلة كنسج العنكبوت، كان المكان الأكثر شعبية الذي يقصده العديد من تجار البضائع و بمثابة الملاذ بالنسبة للصوص مثلها..

اللصوص.

في الواقع، إنها لصة، ومحترفة بعض الشيء. بقدر ما تستطيع أن تتذكر، لقد كانت هكذا منذ نعومة أطرافها. خلف ذلك الوجه البريء، هناك تكمن لصة عشعشت فوق ساحة الخردة، تمامًا كالعنكبوت.

كانت حقيبتها القماشية تتثاقل رويدا رويدا مع مرور الوقت وهي تتسابق من مكان لآخر وتحشوها ببعض من الادوات التي قد تكون قيمة في السوق و أخرى يمكنها الاحتفاظ بها.

لم يصل التجار ولا اللصوص بعد، كانت تتعمد القدوم باكراً كل يوم بعد تفريغ المصنع للبقايا، لكن ليس دائما ينتهي بها الأمر بالحصول على الأغراض الأكثر قيمة، فأحيانا يتعمد أصحاب المصنع بتخريب المعدات عمدًا مما يصعب عليها تعديلها لاحقا.

حينما اتخذت الشمس موقعها وأعلنت وصول الساعة السابعة صباحا سارت لايني إلى الممر الملطخ بزيت المحركات وصولا إلى المخرج لتتفادى أي احتكاك مع تاجر، أو أسوء.. لص آخر.

⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘

-هذه القمامة لا تساوي نصف الثمن الذي عرضته عليك يا حلوة، إن لم يرقك السعر، خذي خردتك وارحلي من أمامي.

تكلّم الأشعث الأربعيني بلكنة مزدرية و فظّة. متجره كان صغيرا و معبّق برائحة زيوت المحركات المحترقة والمنفجرة عند الرفوف التي بالكاد ستصمد لدقيقة أخرى. كان التاجر رقم ثلاثة الذي تقصده منذ عودتها من ساحة الخردوات اليوم، وكلهم إما يعرض مبلغ صغير أو أصغر بأضعاف.

فبركة عاطفيّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن