كانت مروحيات الدرون تصدر أصوات تحليقها في الجو، حينما خطفت لايني نظرة إلى السماء، كانت تلك النقاط الحمراء للطائرات تصدر أشعة خافتة كما لو أنها تلتقط أجسادٍ غريبة و متطفّلة، مثلهما تمامًا.
لم يخبرها آبي إلى أين سيذهبان، ولم يمنحها تلميحًا حتى، لكن ما علاقة هايمز بالأمر؟ وكيف أنه سبقها بشيء لا تعرف ماهيته حتى؟ بدت الشكوك تعتريها مجددًا.
كانا يهرولان داخل الأزقة الضيقة، بسرية تامة، حينما يشعرا بحركة خارجية يتوقفا أو يجدا معبرًا بديلاً. لمحت لايني تلك الملصقات التي رأتها صباحا وطيلة الأسابيع الماضية، لطالما أزعجتها تلك البروتوكولات الروتينية، كانوا يسخرون منهم، أولئك الأشخاص خلف تلك الملصقات "انقذوا البيئة، إنها مسؤوليتكم." بينما هم من تسبّب بكل هذه الأضرار.
حرّك آبي معصمها بحركة خفيفة و استدرج انتباهها مجددا، وبعدها أعلن بشيءٍ من الهمس: كدنا نصل.
كانت خطواتهما تتسارع مع مرور كل ثانية، يتقلّص وقت إعلان ساعة حظر التجوال والتي يصبح الخروج فيها مستحيلاً وغير آمن إن جاز التعبير.
تعمل دوريات الأمن على تفتيش كل زقاق وكل زاوية منه، في حال وجدوا شخص ما سيواجه عواقب وخيمة. لا أحد يعلم ماذا يحدث للأشخاص التي تخرج خلال ساعات الحظر بالضبط، لكنهم مدركون لخطورة الأمر، على الأقل هذا ما يخبرونهم به.
لقد أدركت بالفعل أن الآوان قد فات إن قررت العودة إلى الدكان الآن، بل على الأرجح لن تستطيع الدخول إن حالفها الحظ وعادت أدراجها، فرجال الدورية من دون شك يقومون بتمشيط تلك المنطقة من الشارع حاليًا.
⚠︎ تذكير، حضر التجوال سيبدأ بعد أربعون دقيقة من الآن. لسلامتكم، يرجى على كافة المدنيين إلتزام منازلهم في الحال. تذكير، حضر...
-سنصعد إلى هناك، عليكِ أن تثقي بي.
شدّ آبي على كتفيها و أشار إلى الممر العلوي والذي عليهما أن يتسلقاه، كان مجهزًا بأسلاك سميكة وسلّم حديدي لتسهيل عملية التسلق، أشار لها بأن تصعد أولا لتفعل كما طلب منها.
كانا قد توجها إلى الجزء الشرقي للمنطقة أي جهة المصنع، حيث كانت هناك بعض البنايات المدمّرة بنيانها و المتراصّة فوق بعضها البعض كأقراص الدومينو، بدت كما لو أن زلزالاً هائلاً أوقعها.
كانت الرياح عاتية بعض الشيء مع مواصلتهما الصعود أعلى وأعلى، حينما نظرت إلى الأسفل كان آبي يسارع في الصعود خلفها أيضا. لم تظهر أي طائرة درون فوقهما بعد مِما جعلها تصعد أقلّ توترًا.
حينما استقرا إلى السطح، كانت هي أول من وصل إلى القمة، بدت على وشك أن تقول شيء لكنها جفلت تحدّق أمامها إلى تلك الأضواء الهائلة، كانت تبدوا كالنجوم الطافية فوق سطح البحر، بعضها يتسابق إلى السماء و آخر يختفي بين هياكل البنايات الضخمة والمدمّرة.
أنت تقرأ
فبركة عاطفيّة
Phiêu lưuإنه المستقبل الحقير، لم نحصل على سيارات طائرة ولكن على العديد من أجهزة الراديو اللعينة.