مَلاذٌ

823 71 120
                                    

إنجوي 🫣
_______

حالَما سمِعتُ تكمِلةُ كلامَ والِدي الذي كانَ يصرِخُ بِوجهي بُكُل كرهٍ يحمِله ناحيِتي

تهجَمت ملامِحَ وِجهي ونظرةُ الغضَب قد اعتلتهُ بِـ تِلكَ الشرارةُ الحمراء التي كانَت تَنبعِثُ مِن بؤبؤِ عينايَ وأنا أستَذكِر كلامَ الدُكتور لي مينهو حينَ كانَ يُحذِرُني هامِساً لي

سابِقاً في المدرسةِ عِندما اقتربَ مِني هامِساً بِأُذُني ومُحذِراً لي بصوتٍ رزِنٍ وعميق " لا تكبَح جماحَ نفسُكَ مُجدداً أنتَ تعيقُ ذِئبكَ الداخلي "

لأنظُر مُجدَداً إلى الورقةِ التي وَجَهَها لي والِدي لأنتشِلُها مِن يده مُتمعنَ النظرَ بِها راسِماً على مَحيايَ إبتسامةً خبيثة و استوطنَ بِفؤادي خذلاناً عظيماً لم يظهَر على وِجهي لأمزِقُها لأشلاءٍ امامَ أنظارهُ
وهوَ بِدورهِ تقربَ مِني ساحِباً إيايَ من ياقةَ قميصي " مالذي فعلتهُ ايها اللعين " بعدَ ما أكملَ توجيهَ كلامهُ رافِعاً يدهُ مُحاوِلاً ضربي مرةً أُخرى إلا أن هذهِ المرة... لم يفلَح بِها حينَ امسكتُ بِيدهُ التي لوَحت أمامَي

لينقُل أنظارهُ إلى يدي التي امسكَت بيدهِ بِقوةٍ مبالغٌ بِها لأرُدُها هذهِ المرةِ له ماسِكاً ياقة قميصهُ ساحِباً إياهُ مُتكلِماً بِكُل حزمٍ وبنبرةٍ غَليظة " إياكَ وإياك أن تمليَ عليَ الأوامر مجدداً ، انتَ بالفعل قد تبرأتَ مني ، لذا أكمِل على قرارُكَ اللَعين "

لأدفعهُ نهايةً لِكلامي
خارِجاً من هذهِ الغرفةِ الكَئيبةُ ماسِكاً بقبضتي مقبضَ البابِ بِقوة فاتِحاً أياها هاماً بالخُروج والإنعتاق مِن هذهِ الصِلة

قد غدوتُ الآن .. و بكُلِ تأكيدٍ شخصاً غريبٌ على هذهِ العائِلة

تائِهاً بِـ حيرةً كَبيرة
أينَ سأذهبُ الآن؟ أ سيستقبِلُني احداً بعد ؟
وأنا بِهذا الضُعف وقِلةُ الحيلة

أينَ سأكونُ حياً؟ حياً كـ أنا و ليسَ كما يريدُني الآخرون

لِما أنا موجوداً إن كانَ كُل من حولي يريدونَ إسقاطي؟

كُل هذهِ الأفكار تجولُ بِعقلي وأنا احركُ قدمايَ ببطئٍ في هَذا الشارِع العريض

إنهُ شارعٌ كبير إلا أنهُ لا يفشل بِ جعلي أشعُر بِـ وحدَتي وأنا أنظُر الى أناسٍ كُثار يتجولون

هُناكَ من تعلوا الإبتسامةَ وجههُ وهو يمِرُ بهذا الشارِع وهُناك من كانَ مَحياهُ يجعلُك تشعُر بِـ بؤسهُ وأنا كِنتُ من هذهِ الفِئة

" شاذٌ | HL "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن