بداية اللعنة"
قصر منيف، عريق الأصل، يمتد على مساحة شاسعة، يحيط به ما يشبه أبراج صغيرة، على مد البصر منه مساحات خضراء شاسعة، أشجار باسقات عاليات، منها ما هو مزدهر بشتى صنوف الفواكه، ومنها ما هو للزينة فقط، أحواض ضخمة تحوي بداخلها شتى أنواع الورود، تفوح بعبق رائحتها في الهواء من حوله.
يعيش به أمير مقاطعة، فخورا بإرثه، معتدا بسلالته.
قيل عنه أنه قاس، متحجر القلب، لكنه لم يعبأ بتلك الأقاويل، من هي تلك الشرذمة من الحفاة الجوعى كي يهتم بآرائهم، ها هو يمرح ويلهو مع أصدقائه من أبناء الطبقة العليا في قصره المنيف.الخدم يطفون بصنيهم الحافلة بكؤوس الشراب العنبري المسكر، الضحكات تعلو في المكان، الجميع سعيد هنا حوله، لم يعطي أهمية لهؤلاء الهمجيين الذين ينتقدون تصرفاته؟!
يتهمونه بالاسراف والبذخ! هل عليه أن يكون ناسكا كي يرضوا عنه؟! بئسا لهم! هو سوف يستمتع بكل متع الحياة، فهو أمير ابن أمير، الترف يجري في دمه!!
شعر بالعطش فجأة بينما ينظر لرفقائه الذين يقضون وقتا ممتعا في الرقص، نادى على أحد الخدم كي يأت إليه، الخادم لبى أمر سيده، أقترب منه حاملا صينية التقديم بين يديه، جعلها في متناول السيد، الذي مد يده بعجرفة ملتقطا أحد الكؤوس، ليصرفه بعدها بطرف يده مثل حشرة ليس لها فائدة.
بينما هو يفعل، يرتشف السائل العنبري على مهل فوجئ بسيدة كهلة تتجه نحوه بخطوات راكضة، أحد الخدم يركض من خلفها محاولا اللحاق بها، وما جعله يندهش حقا هو سرعة تلك المرأة التي تبدو في الأربعينات من العمر!
وجدها تتوقف أمامه، تنظر نحوه بنظرات مستعطفة، تخبره بنبرة متوسلة:
"سيدي الأمير، احتاج إلى عطفك ورعايتك، أريد منك أن تقرضني مبلغا من المال، ابني مريض ويحتاج للعلاج! أرجوك سيدي امنحني بعض النقود"
"ما بال هؤلاء الجوعى، هل يظنونه خزانة متحركة، محسنا محبا للخير؟!"
تسأل في داخله بنبرة ساخرة بتلك الكلمات، بصوت متعجرف ومزدرء لمن تقف أمامه تنتظر جوابه بوجه بائس قائلا:
"ألا تستمعي لتلك الشائعات التي تدور حولي يا امرأة؟! أنا لا اقرض أحدا المال! أنا لا أهتم بأي شخص لعين آخر، لذا احملي ما تبقى لديك من كرامة و ارحلي من الحفل ومن قصري على الفور!"
هدر في وجهها بتلك الكلمات مثيرا فضول من حوله الذين تجمعوا يشاهدون ما يحدث بين الأمير وبين تلك المرأة التي يبدو عليها الفقر المدقع، غير منتظر لرد فعل تلك المرأة، استدار بجسده مبتعدا عنها، ليفاجأ بعدها بصوتها مصدرة صوت اعتراض جعله يتوقف في مكانه ثم يلتفت إليها مرة أخرى.
"لا، لا، الأمر لم ينتهي أيها الأمير، لقد قيل لي أنك لا تهتم بأي أحد سواك أنت، أنك قاسي القلب تكره الجميع! لكنني لم أصدق ذلك وقررت أن أختبر الأمر بنفسي، خمن ماذا أيها الأمير؟! أنا لست ما تبدو عليه هيئتي المزرية تلك"
أنت تقرأ
بيلا والوحش
Fantasyبيلا الفتاة الرقيقة تضطر للتضحية بنفسها من أجل إنقاذ أبيها من سجن الوحش، لتظل هي سجينة لديه، فهل ستنجو يوما أم ستصيبها لعنة الوحش