الفصل الرابع

4 1 0
                                    

"فرحة و خوف"

قبل عدة دقائق

حينما تركه سيده ورحل لاعنا الرجل بشتى اللعنات، طلب منه أن يحرص على إذاقة الرجل الجحيم، لكنه لم يفعل، مخالفا لأمر سيده، وقف أمام تلك الغرفة على هيئة زنزانة، يتطلع نحو الرجل بنظرات متفحصة.

كانت هيئته لا توحي مطلقا أنه من الممكن أن يكون لصا، لقد شكل لديه لغزا، أراد أن يحله، نفسا عميقا أخذه، ألقى عليه سؤالا بنبرة هادئة، بينما يقول:

"حسنا هلا اخبرتني ما قصتك، خلافا لسيدي أنا لا أظنك لصا على الإطلاق، لذا هلا اشبعت فضولي و قصصت لي حكايتك أيها السيد؟!"

لأول مرة منذ أن وطئت قدم ايمانويل ذلك القصر وطلت عليه هيئة المسخ المخيف، يشعر ببعض الراحة، على الأقل هناك أحد سوف يستمع إليه ويعرف أنه ليس بلص، بل مجرد رجل ضل طريقه عند عودته من رحلة طويلة، تنهد بقلة حيلة ثم بدأ يسرد له الحكاية من بدايتها!!

علم جورج أنه كان محقا في حكمه على الرجل، و ما قد بدر منه كانت مجرد خطأ غير مقصود، هو ليس بسارق، بل تاجر معروف في قريته، ثيابه تدل على ذلك، طريقته في الحديث توحي بأنه رجل لبق الحديث، مثقف، واسع الإطلاع.

رغم اكتشافه ذاك أثبت له كم كان محقا، إلا أنه آثار في داخله القلق، سيده ذو طبع حام، هو صعب المراس حقا، كيف سوف يقنعه ببراءة ذلك الرجل، وأنه ليس سوى أخطأ خطأ بسيطا، لا يستحق ذلك العقاب الذي قد حكم به عليه.

في الوقت الحالي

صراخ سيده و هديره العال جعله يسرع في الرحيل من أمام زنزانة ذلك الرجل الذي اكتشف أن اسمه هو ايمانويل، تمنى في داخله أن يكون الأمر مجرد نوبة غضب معتادة لسيده ليس أكثر، فهم ليس في حمل كارثة أخرى اليوم.

لقد خاب أمله كثيرا حينما شهد سيده يلقي بتلك الفتاة التي جاءت للبحث عن والدها في غرفة عفنة، مهجورة منذ وقت طويل، الأمور تتطور بسرعة كبيرة، ولا أحد قادر على وقف جماح غضبه!!

بضيق شديد أخذ يتطلع نحو تلك الغرفة، لقد كانت مفارقة بائسة حقا، الرجل يحبس في زنزانة في الجانب الآخر من القصر بينما ابنته تقبع في غرفة لا تقل في بؤسها عن ذلك السجن.

سار بخطوات سريعة نحو الدرج، هبط من عليه بسرعة كبيرة، يود أن يسرع لإيجاد جينا، كي تخبره بما حدث مع تلك الفتاة وجعل السيد يريد توقيع عقابه عليها و حبسها مثل والدها!!

لم تبخل عليه جينا في سرد ما حدث منذ رؤيتها للفتاة المسكينة التي جاءت للبحث عن والدها، حتى نزول السيد و تبادله الحديث معها والذي انتهى بصدام كبير بينهما و تجريح كل منهما للآخر، و بينما تفعل جينا ذلك، كانت هناك في داخل عقله خاطرة تجول، ظنها محال في البداية ولكنه تسأل لمَ لا؟!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 05 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بيلا والوحش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن