خوف شديد تملك منها بينما تخطو هي نحو الداخل بخطوات مترددة، لا تعلم لمَ قلبها انقبض فجأة و كأن هناك شيء سئ قد حدث لوالدها، رغم جمال المكان إلا أنه يوجد فيه شيء يدعو للهرب على الفور.
فوجئت بينما هى تتردد في مشيتها، تتطلع حولها بنظرات زائغة بامرأة ما تبدو في هيئتها كإحدى الخدم، تتحدث بتأنيب مع صبي صغير على ما يبدو أنه ابنها، برهبة خطت نحوها، رمقتها المرأة بنظرات قلقة، بدت مرتابة بعض الشيء بينما تتطلع إليها من أعلى إلى أسفل وكأنها تقيمها، حاولت أن تتحدث، وجدت صوتها يخرج خافتا بينما هي تسأل بنبرة يشوبها الخوف:
"من فضلك سيدتي هل رأيت والدي؟! أنه رجل كهل بعض الشيء! حصانه الخاص أرشدني إلى هنا، حيث كان قد تركه في هذا المكان"
أنصتت جينا لتلك الفتاة التي تقف أمامها تكاد يغشى عليها من الخوف بشفقة و آسى، مسكينة هي، لا تعلم ما الذي قد حدث لوالدها الذي تبحث عنه! هل تكذب عليها، تخبرها أنها لم تره ولا تعلم عنه شيئا؟! أم هل تخبرها عن حقيقة ما حدث! تجعلها تواجه سيدها! لربما يشفق عليها ويترك لها والدها أو على العكس من ذلك! قد يعاقبها هي أيضا!!
دار الحديث بينها وبين نفسها، بينما ترمقها بحيرة وقلق، كادت تفتح فمها، تخبرها عن ما حدث لوالدها المسكين حتى فوجئت بصوت الفونسو يتسأل بنبرة حادة وقلقة قائلا لها:
"جينا، ما الذي يحدث؟! أراك تثرثين مع فتاة غريبة! ما الذي يحدث اليوم بحق الله؟! لماذا نتلقى زيارات كثر اليوم!! أتعجب حقا من ذلك!"
نظرت جينا بضيق نحو الفونسو الذي قاطعها للتو بينما هي تهم للتحدث مع الفتاة، ها هو ذلك الأحمق قد أخبر الفتاة عن احتمال وجود أبيها في المكان، لا فائدة من الكذب عليها إذا، سوف تخبرها بالحقيقة وليحدث ما يحدث! بنبرة هادئة هي التفتت إلى الفتاة ثم قالت:
"لا أعلم ما الذي علي أن أخبرك به عزيزتي! ولكن مع الأسف والدك قد ارتكب جرما في حق صاحب القصر، لذا هو الآن يتلقى عقاب على فعلته المتهورة تلك!"
لا تصدق بيلا ما الذي تستمع إليه الآن، ما تلك الترهات التي تخبرها عنها تلك المرأة؟! عن أي جرم هي تتحدث؟! ومن الذي ارتكبه؟! والدها!! هل تلك مزحة؟! لابد أنها كذلك؟! بحق الله كيف يفعل والدها أي شيء خاطئ؟! هو رجل مستقيم حد النخاع! كيف يعقل أن يصدر منه أي شيء خاطئ؟!
أنهت حديثها مع نفسها بينما تهز رأسها بقوة رافضة كلمات تلك المرأة، بصوت غاضب هي هتفت في وجهها:
"أنت كاذبة! والدي لم يفعل شيئا! أنتم تتجنون عليه حتما! أين أبي وإلى أين قد أخذتموه أخبروني؟! هل غوستوف هو الذي دفع لكم المال كي تفعلوا به ذلك كي يستطيع الزواج مني! أخبرني بحق الله أين هو؟!"
هدرت في وجهها بتلك الكلمات، نافية عن والدها أي اتهام قد يلصق به، تريد أن تعرف مكانه الآن، تطلع كلا من الفونسو وجينا في وجه بيلا بينما ينصتان إلى كلماتها، نظرا لبعضهما البعض في وجل، فكرا أن الفتاة توشك أن تدخل في نوبة هلع! كيف وهي في تلك الحال يخبرانها عما قد حدث لوالدها؟!
أنت تقرأ
بيلا والوحش
Fantasyبيلا الفتاة الرقيقة تضطر للتضحية بنفسها من أجل إنقاذ أبيها من سجن الوحش، لتظل هي سجينة لديه، فهل ستنجو يوما أم ستصيبها لعنة الوحش