المرءُ لا تشقيهِ إلا نفسهُ
حاشى الحياةُ أن تشقيهِ
ويظّنُ أن عدوهُ في غيرهِ
وعدوه يمسِي ويضحَى فيه-
بمكان هادئ،لكنه لا يخلو من صوت الأجهزة الطبية، أو آنين المرضى، وأصوات دعوات خافتة وتلاوة لسور من القرآن
رَايان ممدة على السرير ما زالت فاقدة للوعي، جروح تملئ وجهها، راسها ملفوف بشاش، ويدها مكسورة ..
على الكرسي المجاور لها امها بقلب مفطور، بنتها وعلى الرغم من انها عصية، عنيدة، صعبة المِراس، الا انها بالاخير فلذة كبدها وقطعة منها!
كل ما تتذكر منظر رَايان والرجل الغريب يرفعها من الأرض وينقض عليها، تبكي
اي مصيبة جديدة حلت عليهم؟
وهذاك الرجال، او بمعنى أصح "زوجها، وابو البنات" حتى وهو بعيد ما عافهم من شره؟بقرارة نفسها هي مو مصدقة ان "جمال" وراء هذول الوحوش، مستحيل
صح كان مأذيها وبناتها الا انه ما بيسمح لأحد " غيره ع الاقل " يتعدى عليهم !
مرت ذكرى قديمة بعقلها:
- فلاش باك -
مريم وجمال، جالسين بالصالة يتقهوون والنوافذ مفتوحة، وهواء لطيف يداعب الستائر
مريم كانت حامل بالتوأم، وجمال كان دوامه يومين ويوم أوف، بدأت جياته ع البيت تقل
واضح مزاجه رايق جدًا ويقرأ بكتاب رَايان المدرسي، يدندن بالقصايد الموجود بكتاب مادة ( القراءة والكتابة والأناشيد )
دخلت البيت فجأة بنت صغيرة، شعرها طويل لكن مبعثر وملابسها البيضاء مغبره، وجهها محمر، ويملاه دموع ومخاط
مريم شهقت يوم شافت شكلها، توها مروشتها وتوها مغسلة هاللبس مسرع توصخ!!
جمال "التفت ببرود على الطفلة": غريبة راجعة قبل ما يأذن المغرب؟
تقدمت وهي تلقط انفاسها بغضب شديد: بابا شوف محمد ولد عيسى !!!
حط يده تحت خده يستمع لها باهتمام: وش؟
: الحيوان الكلب اخذ اكلي اللي شريته من البقالة!! بابا هذي فلوسي واكلي، قلت له رجعها راح طلع ع الشجرة واكلها يا بابا، شف فستاني انقطع وانا احاول اوصل له !!!!! بابا حتى عبد المجيد حاول يخليه ينزل لكن الكلب عطاه البيبسي حقي وما ساعدني !
شهقت مريم مرة ثانية، فستان الطفلة انقطع وهو توه جديد شاريته من شهرين للعيد!
اشر لطفلته تتقدم له
جات رَايان لين عنده، مسكله من ياقة الفستان وقال لها: وانتي ليش تنتظرين مجيد ولا غيره يساعدك؟
أنت تقرأ
ثَورة
Mystery / Thriller- أتعلم ما الذي يحدث حينما يكتمل وعي الإنسان وادراكه؟ اما ان يعيش في الصمت الى الأبد أو أن يصبح ثائرًا في وجه كل شيء - إن قررت البقاء، وحتى إن كان هذا اختيار خاطئ، لا أهتم على الإطلاق. إن كنت سأخسر الان لكن، سأكسب لاحقًا، هذا هو كل ما أريده الان ن...