2

95 9 2
                                    










جونقان كانَ مُتَوتِرًا بَعضَ الشَيء؛ لأنَ كيم-أحدُ المُربين-
كانَ يَبحَث عَن الَّذي سَرقَ سَجائِرهُ ليلةُ أمسُ
زَفر بِراحة قَليلًا حالمَا تَذكَر أنه قامَ بِتَخبأتهُ جَيدًا..

وَصل كيم إلى مَوقعِ الصَغير يُفتِش جَسدهُ بِحَركاتٍ بَطيئة..شَعر جونقان بِعدمِ الراحة، حَيث إنَ الآخر مَرر يَدُه عَلى صَدرِ جونقان النَحيل، هَلَع الصَغير وَ تَراجع لِلخَلفِ بِخَوف

نَظرَ لهُ كيم وَإبتَسَم بِجانِبية، يَتَخطاه مُكِملًا تَفتيش بَقية الأطفال، تَنَهَد جونقان لاعِنًا المُتَحَرِش القَذر هَذا.

هَرَعَ إلى غُرفتهُ سَريعًا مُقرِرًا تَخطي الغَداء
هو حَتمًا لا يَشتَهي الطَعام بَعدَ الان
تَسطَح عَلى سَريره يتأمُل السَقف كَعادتهُ، أو بِعبارةٍ أصح..الشَيء الوَحيد الّذي بِأمكانِه فِعله.











































































جونقان إستَيقظَ فَجرًا كَكُلِ يومٌ،
اليَوم قَد أتمم السادِسة عَشرة، أي كانَ في المَيتم لِثَماني سَنوات، لِثَماني سَنوات هِو لَم يَرى الخارِج.

تَوجه لِلسَطح مُستَنشِقًا بَعضَ الهَواءِ النَقي
يُدَخِن سِيجارة يُفَكِر بينَما يَستَكشِفُ المَكانِ بِعينيهِ
لاحَظ المَسافةِ بَينَ السَطحِ وَ السور، لَيست بَعيدة جِدًا لَكِنها لَيست قَريبة..

تَنَهد يُحاوِلُ إيجاد طَريقة لِلهُروب
نَظرَ حَولهُ لَكنه لَم يَجد شَيء يُمكِنه الإستِفادة مِنه،
يَتَراجع عَن الفِكرة لِفتَرةٍ عَلى الأقل.. غَادرَ السَطحَ يَنزلُ الدَرج بِشُرود

"جونقان هِيونق!"

سَمع جونقان نِداءُ أحدِهُم بِاسمه لِيَلتَفِت لِمَصدرِ الصَوتِ

"اوه سونق، ماذا؟"
أردَف عِندما وَصل سونقهو لِمَوقِعهُ واقِفًا مُقابِلًا لهُ

"لا أعلم لَكن أخر فَترة أشعُرُ بأنني غَريب... آه لِنَجلِس أولًا."
قالَ الآخر بِعَشوائية وَ تَردد لِيَستَغرِب جونقان لَكنهُ هَمهَم له عَلى كُلٍ.

تَوجها لِأقرب بُقعة أسفل ظِلِ الشَجر يَجلِسان مُتَجاوران، أراحَ جونقان ظَهرهُ عَلى جِذعِ الشَجرة يُنعِم عَينيهِ بِتأمُل رَفرَفة أوراق الشَجر

"إذًا؟"
تَكَلمَ جونقان

"حَسَنًا.. عِندَما أرى تايونق هِيونق أشُعر بِتَسارِع نَبضي.. هَذا جَديدٌ عَلي هِيونق.. أسِف لِإزعاجِك لَيسَ لَدي غَيرُك"

وَضَع رأسهُ بينَ أرجِلهُ مُتَحَدِثًا بِبَعثرة وَ بُطء
"اوه"
كانَت كُلِ ما قالهُ جونقان، ذَكرهُ كلامِ سونقهو بِالكُتب الرُومانسية الَّتي قَرأها.

"ماذا؟ هل أنا مَريض؟"
إستَنتَج سونقهو سَريعًا، ضَحِك جونقان لِتَبرِز غُمازَتيهِ

عَدَل جَلستهُ يُقوم بِالتَرَبِيت عَلى شَعرِ الأصغَر الناعِم

"لَا سونق أنتَ لَست، هَذِهِ مَشاعِرُك"

"ماذَا؟ ماذا تَقصِد بِهَذا.."

"بِبَساطة أنتَ تَشعُر بالإعجاب لِتايونق، هِمم؟"
وَضحَ الأمر أكثر ليَتَصَنَم سونقهو
"كَيف هَذا كِلانا ذُكورًا! ثُمَ إن تايونق ذو شَخصية سيئة وَ قَبيح.. رُبما وَسيم قَليلًا فَقط"
تَحَدث بِإنفِعال لِيُخفِضُ صَوته أخِرَ كَلامه مُضحِكًا جونقان مُجَددًا

"وإذ كُنتُما ذُكورًا سونق؟ الحُب هْو الحُب.."
قالَ الأكبر بِجِدية ثُم إبتَسم ماسِحًا عَلى كَتفِ سونقهو
"لا تَقتَرِب مِنه كَثيرًا حتى لا تَزدادَ مَشاعِرُكَ لَه هِمم؟ هو لَيسَ جَيدًا لَكَ سونقي"
أكمل حَديثهُ مُنَبِهًا الأصغَر الَّذي هَمهَمَ عابِسًا

وَقَفَ جونقان يُمَدِد أطرافَ جَسدهُ ثُمَ مَدَ يَدُه لِلَّذي رَفَعَ رأسهُ يُحَدِقُ بِهِ، إبتَسم يَقومُ بِإمساكِ يَد جونقان مُستَقيمًا

"إنهُ وَقتُ الغَداء لِتَذهب لِلأكل وَ كُل جَيدًا حَسنًا؟"

"لكِن ماذا عَنك هيونق! تَعال معي لِنأكُل سَوية، أنا لَستُ غافِلًا عَن عَدم أكلِكَ لِأسبُوع وَ أكثَر"
تَحدث الأصغر واضِعًا يَداهُ عَلى خَصرهِ يَضع تَعابيرًا غاضِبة عَلى وَجهِه

"أنا حَقًا لَستُ جائِعًا، إستَمتِع أنتَ"
عَبس سونقهو لِعِلمهِ بِإصرارِ الأكبر إن قَررَ شيئًا، لِيَهز رأسهُ بِعَدم رِضى يُغادِرُ الحَديقة




.

.

.

ماعرف شنوهاذ..

الجَريمة الثانية | هِيونان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن