جلس كريم في زاوية الكافيه يحتسي قهوته ببطء، وكان التعب واضحًا على ملامحه. كانت رحلته طويلة وشاقة، وبدأ يشعر بثقل اليوم على كتفيه. نظراته تائهة قليلاً، تتنقل بين زوايا المكان وأمواجه المتلاطمة في الخارج.
على الطاولة المجاورة، كان أحمد يجلس بهدوء يحتسي شايه.
كريم، بعد أن ارتاح قليلاً من الطريق، نادى على النادل يوسف الذي كان يقف علي البار يجهز بعض الطلبات.
قال كريم بصوت هادئ لكنه يحمل نبرة إرهاق " ممكن أسألك سؤال؟"،
اقترب يوسف بابتسامة ودودة وقال: "طبعًا، تحت أمرك اتفضل."
كريم : "أنا لسه واصل إسكندرية ومحتاج مكان اقعد فيه، بس يكون سعره معقول."
أومأ يوسف برأسه وقال: " طب حضرتك محتاجها قد ايه"
كريم: "يعني اسبوع بالكتير"
يوسف أومأ برأسه وقال: "لحظة واحدة، هكلم حد وأرجع لك."
اتجه يوسف إلى زاوية الكافيه وأخرج هاتفه ليتصل بأحد معارفه. في تلك اللحظة، كان أحمد يتابع الحوار الذي دار بين كريم ويوسف.
اتجه يوسف إلى زاوية الكافيه وأخرج هاتفه ليتصل بأحد معارفه. في هذه الأثناء، تابع أحمد حديثه مع كريم.
سأل أحمد بابتسامة دافئة "ديه اول تنزل اسكندرية شكلك،؟"
أجاب كريم بابتسامة خفيفة. "دي أول مرة أجي هنا، أنا جيت اخلص شوية ورق للشركه اللي بشتغل فيها."
سأل أحمد: "إن شاء الله تخلص شغللك علطول. إسكندرية مدينة جميلة، اوعى ترجع من غير ما تزورها وتكتشفها"
كريم : "اكيد هحاول ان شاءالله، بس اخلص الاوراق ديه"
أحمد: "انت شغلك إيه بالضبط؟"
كريم : "أنا بشتغل في شركة تجارية، وبخلص اوراق التعاقدات وارواق ادارايه."
قال أحمد بتفهم. "جميل جدًا. الشغل في التجارة فيه تحديات كتير، بس إسكندرية سوق التجارة فيها مش مفتوح زي القاهرة والجيزة."
في هذه اللحظة، عاد يوسف من مكالمته الهاتفية وقال: "أستاذ كريم، لقيت لك شقة مناسبة. سعرها معقول والمكان كويس."
أنت تقرأ
مقهى الساديين
Mystery / Thrillerملتقى الساديين .. هنا يجتمع عشاق السيطرة هنا تتطرح الكلمة والفكرة هنا تمتلئ رائحة القهوة ممتزج برائحة الألم هنا يجتمع الجديد والقديم هنا تكمن المتعة هذه ليست لعبة ولا شهوة هذه حياة أهلا بكم في مقهى الساديين بقلم/ أحمد هاشم