المقهى I

5.9K 24 6
                                    

داخل الكافيه في أحدى شوارع الاسكندرية، يعم الظلام الساحر ويضفي جوًا غامضًا على المكان. تمتزج رائحة القهوة العطرة مع رائحة البحر، تنتشر في الهواء وتعبق بالمكان، مما يجعل الأجواء أكثر دفئًا وسحرًا.

تتغنَّى مقطوعة موسيقية قديمة بلحنها الشاعري ونغماتها العاطفية في الخلفية، تندمج مع كلمات أغنية "راجعين يا هوى" لفيروز.

وسط هذا الجو المثير، في نهاية المقهى يجلس رجل يدعى أحمد متأملًا هاتفه في ظلام الكافيه. يرتدي بدلة كحلي أنيقة، تعكس أناقته ورسميته. تتساقط ظلال الضوء على وجهه.

كان أحمد يكتب بسرعة على هاتفه، موجهًا تعليماته بصوت داخلي ساكن، لكنه يملك قوة وثقة في نفسه: "لقد علمت أنك خرجت من المنزل دون إذني اليوم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


كان أحمد يكتب بسرعة على هاتفه، موجهًا تعليماته بصوت داخلي ساكن، لكنه يملك قوة وثقة في نفسه: "لقد علمت أنك خرجت من المنزل دون إذني اليوم. أريد تفسيرًا لهذا التصرف، والآن."

ظهرت رسالة سريعة على الشاشة من جاريته: "سيدي، أعتذر بشدة. كان هناك أمر طارئ وكنت بحاجة إلى الخروج. لم أكن أعتقد أنه سيزعجك."

نظر أحمد بحدة إلى الشاشة قبل أن يكتب: "هذا ليس مبررًا. تعرفين جيدًا أن الخروج بدون إذن غير مقبول. سنتحدث عن العقوبة عندما أعود. هل فهمت؟"

"نعم، سيدي. أفهم تمامًا، وسأكون مستعدة"، جاءت الردود بسرعة تعكس خوفها واحترامها.

في هذه الأثناء، دخل الكافيه شاب في العشرينات يدعى كريم.
كان كريم قادم من القاهرة لانهاء بعض الاعمال له. كان يحمل حقيبة ظهر صغيرة ويبدو عليه التعب من رحلة طويلة.

توقف كريم للحظة عند مدخل الكافيه، مترددًا بين الدخول والبقاء بالخارج. لاحظه النادل يوسف، رجل طويل القامة بشعر رمادي وعينين حادتين، يمتاز بقدرة على قراءة الأشخاص من النظرة الأولى. اقترب يوسف من كريم بابتسامة مهنية.

 اقترب يوسف من كريم بابتسامة مهنية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

قال يوسف بنبرة ودودة. "أهلًا وسهلًا، تبدو غريبًا عن المكان. هل يمكنني مساعدتك في شيء؟"

تقدم كريم بخطوات نحو النادل. "شكرًا، وصلت للتو إلى الإسكندرية. واردت مكاناً لاستريح به"

سأل يوسف بنبرة اختبارية "إسكندرية مدينة كبيرة وأسرارها كثيرة. ولكن هذا المكان، كما تعلم، ليس للجميع. هل لديك دعوة أو من أرسلك؟"

رد كريم "لا، لم أكن أعلم أن هذا المكان يحتاج دعوة. كنت أبحث عن مكان هادئ وأخبرني أحدهم عنه"

قال يوسف بإيماءة خفيفة، "حسنًا، تفضل بالجلوس. سأحضر لك قائمة المشروبات، ربما تجد شيئًا يعجبك"، ثم قاد كريم إلى طاولة بجانب النافذة التي تطل على البحر.

جلس كريم وبدأ يتفحص المكان بعينيه، محاولًا استيعاب الجو الهادئ والمريح الذي يحيط بالكافيه. عاد يوسف بعد دقائق حاملاً قائمة المشروبات، ووضعها أمام كريم.

قال يوسف بابتسامة خفيفة "هل ترغب في تجربة قهوتنا الخاصة؟ إنها مميزة جدًا"

أجاب كريم وهو ينظر إلى القائمة "نعم، أعتقد أنني سأجربها"

___________

كان أحمد يركز على هاتفه.

كتب أحمد بحزم. "أنا جاد في حديثي. لا أريد تكرار هذا الخطأ مرة أخرى. هل فهمت؟"

ردت الجارية بسرعة. "نعم، سيدي. أفهم تمامًا، وأعدك ألا يتكرر هذا مجددًا"

"تأكدي من تجهيز نفسك للعقوبة عندما أعود. سأقرر نوع العقوبة. حتى ذلك الوقت، التزمي بما هو مطلوب منك".

كانت الردود تعكس خوفها واحترامها في نفس الوقت. "سأكون مستعدة، سيدي"

نظر أحمد للحظة إلى كريم، ولاحظ وجوده في الكافيه.

عاد يوسف بالقهوة ووضعها أمام كريم. "أتمنى أن تعجبك قهوتنا الخاصة. إذا كنت تحتاج إلى أي شيء آخر، فقط أخبرني."

قال كريم بابتسامة خفيفة "شكرًا، هذا لطف منك"، وهو يأخذ أول رشفة من فنجانه. شعر بالدفء ينتشر في جسده واسترخى قليلاً، مستمتعًا باللحظة.

بينما استمتع كريم بقهوته، استمر أحمد في متابعة حديثه مع جاريته عبر الشات. بدأت المحادثة تأخذ منحى أكثر أهمية حيث بدأ أحمد يناقش تفاصيل حساسة تتعلق بأعماله.

"هل وصل التقرير الأخير عن المخزون؟ أريد التأكد من الأرقام قبل الاجتماع القادم".

ردت الجارية بسرعة. "نعم، سيدي. التقرير جاهز وسأرسله لك في الحال"،

"جيد. تأكدي من أن كل شيء يتوافق مع الأرقام التي ناقشناها سابقًا. لا أريد أي مفاجآت غير سارة في الاجتماع. هل هذا واضح؟"

"نعم، سيدي. سأحرص على ذلك."

أخذ أحمد نفسًا عميقًا وقرر أن يأخذ استراحة قصيرة. رفع بصره ونظر مرة أخرى إلى كريم، الذي كان مستمتعًا بقهوته وينظر عبر النافذة إلى البحر الهادئ. قرر أحمد أن يقترب منه قليلاً، ليتعرف على هذا الشاب الجديد.

سأل أحمد بابتسامة خفيفة. "مرحبًا، أرى أنك جديد هنا. كيف وجدت المكان حتى الآن؟"

أجاب كريم بارتياح. "مرحبًا، نعم، أنا جديد هنا. المكان جميل وهادئ. أحببت القهوة كثيرًا"

"هذا جيد. أنا أحمد، وأنت؟"

"أنا كريم. سررت بلقائك، أحمد."

ابتسم أحمد وأخذ رشفة من قهوته.

_________________________________________

مرحبا بكم في مقهى الساديين

سؤال اليوم

اخبرونا كم مر من الوقت وانت في هذا العالم السادي؟

مقهى الساديينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن