في صباح اليوم التالي، جلس أحمد في مكتبه، يباشر عمله اليومي بإيقاع هادئ ومنظم. كان مكتبه المرتب يعكس شخصيته الدقيقة والمنتظمة، وتطل نافذة مكتبه على البحر المتوسط، مما يمنحه إطلالة رائعة تساعده على التركيز والإلهام.
بدأ أحمد يومه بقراءة البريد الإلكتروني، مراجعة الرسائل المهمة والتقارير التي تحتاج إلى اهتمامه الفوري. كان يرتدي بدلة أنيقة ونظارته على أنفه، مركزًا على الأوراق والملفات المفتوحة أمامه. كان اليوم مزدحمًا بالاجتماعات والمفاوضات التي تتعلق بالصفقات التجارية الجديدة لشركته.
عندما انتهى من مراجعة البريد الإلكتروني، استدعى سكرتيرته ليلى، وأعطاها تعليمات حول المهام التي يجب أن تتابعها خلال اليوم. كانت ليلى تنظم جدوله بدقة وتضمن أن كل شيء يسير بسلاسة.
قال أحمد بنبرة جادة. "ليلى، أريدك أن تتأكدي من أن كل شيء جاهز للاجتماع مع فريق التسويق في الساعة العاشرة. وأيضًا، حاولي ترتيب مكالمة مع السيد عمرو بعد الظهر لمناقشة العرض الجديد."
ردت ليلى بابتسامة "أكيد يا أستاذ أحمد، سأقوم بترتيب كل شيء."
بعد مغادرة ليلى، استعد أحمد للاجتماع مع فريق التسويق. كانت الاجتماعات دائمًا فرصة له ليظهر قدرته على القيادة والإدارة، وكان يسعى دائمًا لتوجيه فريقه نحو تحقيق أهداف الشركة بفعالية.
خلال الاجتماع، استعرض أحمد استراتيجيات التسويق الجديدة، وناقش الأفكار والاقتراحات مع فريقه. كان الجميع يقدرون توجيهاته وأفكاره المبتكرة، مما جعل الاجتماع مثمرًا وفعالًا.
بعد الاجتماع، عاد أحمد إلى مكتبه لمراجعة بعض التقارير المالية والتأكد من أن كل شيء يسير حسب الخطط الموضوعة. كانت لديه رؤية واضحة للمستقبل وكان يعمل بلا كلل لتحقيق أهدافه وأهداف شركته.
في فترة الظهيرة، أخذ أحمد استراحة قصيرة، نظر من نافذة مكتبه إلى البحر واستنشق الهواء العليل. كانت تلك اللحظات القصيرة تمنحه شعورًا بالراحة والتجديد، مما يساعده على مواصلة يومه بنشاط.
_________________________________________
في صباح اليوم التالي، استيقظ كريم في شقته الجديدة. كانت الشقة بسيطة ولكنها مريحة، تتناسب تمامًا مع احتياجاته خلال إقامته في الإسكندرية. ضوء الشمس يتسلل من النوافذ الكبيرة، يضفي على المكان دفئًا وراحة. نهض كريم من سريره ونظر حوله، شعر بالرضا عن اختياره لهذا المكان.
أخذ كريم حمامًا سريعًا، محاولًا التخلص من آثار الإرهاق الذي لازمه منذ وصوله. كان يعرف أن اليوم سيكون مليئًا بالمهام والاجتماعات المهمة، وأراد أن يكون في أفضل حالاته. بعد الحمام، ارتدى ملابس رسمية أنيقة تعكس طبيعته المهنية.
أثناء تناول فطوره البسيط، جلس على طاولة المطبخ الصغيرة وفتح هاتفه ليتحقق من رسائله الإلكترونية. كان لديه بعض الرسائل من زملائه في الشركة، تتضمن تفاصيل حول الاجتماعات والأوراق التي يجب عليه تقديمها.
بعد إنهاء فطوره، بدأ كريم بتحضير ملفاته وأوراقه التي يحتاجها للاجتماعات. وضع كل شيء في حقيبته الجلدية بعناية، ثم نظر إلى نفسه في المرآة، ليتأكد من أن كل شيء مرتب تمامًا. كانت لديه رغبة قوية في ترك انطباع جيد خلال لقاءاته اليوم.
_________________________________________
جلس أحمد في مكتبه، مستغرقًا في أعماله الروتينية. كان يراجع التقارير المالية ويعد بعض الملاحظات لاجتماع قادم.
فجأة، دخلت ليلى، السكرتيرة، بابتسامة خفيفة.
قالت ليلى. "أستاذ أحمد، المندوب من شركة (أيه بي سي) وصل. هو عنده موعد مع حضرتك النهاردة."
رفع أحمد نظره عن الأوراق وأومأ برأسه، قائلاً: "طيب يا ليلى، دخليه على طول."
غادرت ليلى المكتب لتعود بعد لحظات برفقة المندوب. وما أن دخل المندوب إلى المكتب حتى اتسعت عينا أحمد بدهشة. كان كريم، الشاب الذي قابله بالأمس في الكافيه.
"كريم؟" قال أحمد بتعجب، واقفًا من خلف مكتبه بثبات.
رد كريم بابتسامة، وهو يمد يده للمصافحة. "أهلا يا استاذ أحمد! نعم، أنا مندوب من شركة (أيه بي سي). ما كنتش أعرف إنك مدير الشركة هنا."
صافحه أحمد بحرارة وقال: "ديه فعلاً صدفة غريبة. اتفضل، اقعد."
جلس كريم أمام مكتب أحمد، وبدا اللقاء يأخذ منحى مختلفًا عن ما كان يتوقعه كلاهما.
سأل أحمد بفضول "إيه أخبارك؟ إزاي كان يومك؟"
أجاب كريم. "كان يوم طويل، بس الأمور ماشية كويس. لقيت الشقة المناسبة"
سأل أحمد، محاولاً استعادة تركيزه المهني. "جميل. طب نبدأ نتكلم في الشغل. إيه اللي جابك النهاردة؟"
بدأ كريم يشرح لأحمد عن المشروع الجديد الذي جاءت شركته لتقديمه. كان الحديث يجري بسلاسة، حيث كان كريم متمكنًا وواثقًا من نفسه.
قدم كريم لأحمد المقترحات والأفكار التي تعتزم شركته تنفيذها، وكانت التفاصيل واضحة ومقنعة.أحمد استمع باهتمام، وأبدى بعض الملاحظات والاستفسارات. كانت هناك كيمياء إيجابية بينهما، مما جعل الاجتماع مثمرًا وفعالًا.
بعد انتهاء العرض، قال أحمد بابتسامة: "أنا شايف إن المشروع ده ممكن يكون بداية لشراكة ناجحة بين شركتينا. هراجع التفاصيل مع الفريق ونبقى على تواصل."
رد كريم بامتنان: "شكرًا يا استاذ أحمد. أتمنى كده برضه. متشكر جدًا على وقتك."
قال أحمد. "العفو، وأهلا بيك في إسكندرية مرة تانية. لو احتجت أي حاجة، أنا هنا. هشوف النهاردة بالليل ف الكافيه بتاعنا بقى"
كريم: "اكيد هكون موجود"
غادر كريم المكتب بعد أن صافح أحمد مرة أخرى، تاركًا وراءه انطباعًا إيجابيًا. شعر أحمد بأن هذه الصدفة قد تكون بداية لفرص كبيرة في المستقبل.
_________________________________________
ضيوف المقهى
هل بتشوف إن التواصل المستمر بين الشريكين مهم لضمان نجاح العلاقة السادية؟ وإزاي؟
أنت تقرأ
مقهى الساديين
Mystery / Thrillerملتقى الساديين .. هنا يجتمع عشاق السيطرة هنا تتطرح الكلمة والفكرة هنا تمتلئ رائحة القهوة ممتزج برائحة الألم هنا يجتمع الجديد والقديم هنا تكمن المتعة هذه ليست لعبة ولا شهوة هذه حياة أهلا بكم في مقهى الساديين بقلم/ أحمد هاشم